التوتر الروسي الأوكراني يدفع بأسعار النفط نحو الارتفاع
شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا مع بداية الأسبوع الحالي نتيجة تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا. أظهرت البيانات أن العقود الآجلة لخام برنت ارتفعت بنسبة 0.3% لتصل إلى 71.24 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.1% مسجلةً 67.11 دولارًا للبرميل.
تصعيد عسكري جديد يعيد تشكيل المشهد
أكدت مصادر أمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن سمحت لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية الصنع لضرب العمق الروسي، في تحول استراتيجي يُتوقع أن يغير ديناميات الصراع. في المقابل، لم يصدر الكرملين ردًا مباشرًا، إلا أن المراقبين يحذرون من أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة.
تأثير الأوضاع المحلية في روسيا على الإنتاج النفطي
في روسيا، تعطلت ثلاث مصافٍ نفطية على الأقل بسبب الخسائر الكبيرة الناتجة عن ارتفاع أسعار الخام وتكاليف الإقراض إلى جانب قيود التصدير المفروضة. يأتي ذلك بالتزامن مع تكثيف الهجمات الجوية الروسية على البنية التحتية الأوكرانية، مما أدى إلى تدمير واسع في نظام الطاقة.
تحديات الطلب في الأسواق الآسيوية
رغم التصعيد الجيوسياسي، تشهد الأسواق النفطية قلقًا متزايدًا بشأن ضعف الطلب في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط عالميًا.
أشارت التقارير إلى انخفاض استهلاك المصافي الصينية من الخام بنسبة 4.6% في أكتوبر مقارنة بالعام الماضي، بالتزامن مع تباطؤ نمو إنتاج المصانع.
التوقعات العالمية للفائض النفطي
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز العرض العالمي من النفط الطلب بمقدار مليون برميل يوميًا بحلول عام 2025، على الرغم من التخفيضات المستمرة من قبل مجموعة أوبك+. هذا الفائض المتوقع يؤثر سلبًا على أسعار النفط، مما يزيد من ضبابية مستقبل السوق.
تأثير قرارات الاحتياطي الفيدرالي على الأسواق
يواجه المستثمرون حالة من عدم اليقين بشأن قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتعلقة بخفض أسعار الفائدة. هذه المخاوف تلقي بظلالها على الأسواق المالية العالمية، ما يزيد من تقلبات أسعار النفط في المستقبل القريب.
أداء منصات النفط الأمريكية
وفقًا لبيانات شركة “بيكر هيوز”، تراجع عدد منصات النفط العاملة في الولايات المتحدة إلى 478 منصة، وهو أدنى مستوى لها منذ يوليو الماضي، مما يعكس تراجع النشاط في قطاع النفط الأمريكي.
يبقى المشهد النفطي العالمي متأرجحًا بين تأثيرات التوترات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية الناتجة عن ضعف الطلب وتحديات الإنتاج.
ومع استمرار التصعيد بين روسيا وأوكرانيا، من المتوقع أن تظل أسعار النفط تحت ضغط شديد خلال الأشهر المقبلة.