أخبار دولية

ترامب يستقبل نتنياهو في البيت الأبيض لبحث هدنة غزة والرهائن

يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، في زيارته الثالثة لواشنطن منذ عودة ترامب إلى السلطة في يناير 2025.

تتصدر محادثات الزيارة جهود التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وسط ضغوط متزايدة لإنهاء الصراع المستمر منذ أكتوبر 2023.

أعرب نتنياهو، قبل مغادرته إلى واشنطن يوم الأحد، عن تفاؤله بأن مناقشاته مع ترامب ستعزز مفاوضات تحرير الرهائن ووقف إطلاق النار.

وأكد أن المفاوضين الإسرائيليين في محادثات الدوحة لديهم تعليمات واضحة للتوصل إلى اتفاق وفق شروط إسرائيل، مشددًا على هدفه المزدوج: إعادة الرهائن والقضاء على تهديد حماس.

في المقابل، أبدى ترامب تفاؤلاً بإمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الأسبوع، مشيرًا إلى أنه قد يؤدي إلى إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن. وقال ترامب للصحفيين، بعد عطلة نهاية الأسبوع في نيوجيرسي، إن هناك “فرصة جيدة” لإبرام اتفاق مع حماس قريبًا.

تأتي هذه الزيارة في ظل ضغوط شعبية متزايدة على نتنياهو لقبول وقف إطلاق نار دائم، وهي خطوة تدعمها شخصيات مثل وزير الخارجية جدعون ساعر، لكنها تواجه معارضة من أعضاء متشددين في الائتلاف اليميني الحاكم.

من جانبها، أعلنت حماس يوم الجمعة أن ردها على اقتراح هدنة مدعوم من الولايات المتحدة كان “إيجابيًا”، بعد أن أكد ترامب أن إسرائيل وافقت على الشروط الأساسية لهدنة مدتها 60 يومًا.

ومع ذلك، تظل هناك عقبات، حيث تطالب حماس بوقف دائم للقتال، بينما تصر إسرائيل على نزع سلاح الحركة، وهو شرط ترفض حماس مناقشته.

خلفية الصراع والوضع الحالي

بدأت الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما شنت حماس هجومًا على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية.

ردت إسرائيل بحملة عسكرية مكثفة على غزة، أدت إلى مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، إلى جانب نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير واسع للبنية التحتية، وأزمة إنسانية حادة تشمل نقص الغذاء والمساعدات. من بين الرهائن المتبقين، يُعتقد أن حوالي 20 ما زالوا على قيد الحياة، حيث تم إطلاق سراح معظمهم عبر مفاوضات دبلوماسية أو عمليات عسكرية إسرائيلية.

مواضيع أخرى على طاولة النقاش

إلى جانب قضية غزة، من المتوقع أن يناقش ترامب ونتنياهو تداعيات الحرب الجوية التي استمرت 12 يومًا مع إيران الشهر الماضي، والتي تضمنت ضربات إسرائيلية وأمريكية على مواقع نووية إيرانية.

أكد نتنياهو عزمه على العمل مع ترامب لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، مشيرًا إلى أن التطورات الإقليمية الأخيرة فتحت الباب أمام توسيع “دائرة السلام” في المنطقة.

كما يتوقع أن تشمل المباحثات قضايا مثل العلاقات الإسرائيلية-التركية، والتحديات المتعلقة بالمحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة توقيف بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.

تحديات المفاوضات

تشير تقارير إلى أن المفاوضات الجارية في الدوحة، بوساطة قطر ومصر وبدعم أمريكي، تواجه تحديات بسبب الخلافات حول شروط الهدنة.

بينما أبدت حماس موقفًا إيجابيًا تجاه مقترح هدنة لمدة 60 يومًا، أعربت مصادر فلسطينية عن مخاوف بشأن قضايا مثل المساعدات الإنسانية، ومعبر رفح، وجدول زمني واضح لانسحاب القوات الإسرائيلية.

في الوقت نفسه، يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية من شركاء الائتلاف اليميني المتشدد، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذين يعارضون أي اتفاق يوقف الحرب دون القضاء التام على حماس.

توقعات وتحليل

تأتي هذه الزيارة في وقت يتمتع فيه نتنياهو بشعبية متزايدة في إسرائيل بعد الضربات على إيران، مما يمنحه هامشًا أكبر للتفاوض.

ومع ذلك، يرى محللون أن ترامب قد يضغط بقوة على نتنياهو للالتزام بالهدنة، خاصة مع رغبته في تحقيق إنجاز دبلوماسي ينهي الصراع في غزة.

في المقابل، قد يحاول نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الهدنة أو فرض شروط تتيح استئناف العمليات العسكرية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق دائم.

يحمل لقاء ترامب ونتنياهو أهمية كبيرة لمستقبل الصراع في غزة، حيث يسعى الطرفان إلى تحقيق تقدم في مفاوضات الهدنة وإطلاق الرهائن.

وسط التحديات السياسية والإقليمية، يظل التوصل إلى اتفاق شامل أمرًا معقدًا، لكنه قد يشكل خطوة حاسمة نحو تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة وتحقيق استقرار نسبي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى