أخبار دولية

فوكوشيما ليست النهاية.. اليابان تستعد للعودة للطاقة النووية مجدداً

بعد 15 عاماً من الصدمة النووية التي هزت اليابان والعالم، تستعد طوكيو لاتخاذ خطوة مصيرية تعكس عودة تدريجية إلى الطاقة الذرية رغم الجدل الشعبي والمخاوف التاريخية. قرار إعادة تشغيل أكبر محطة نووية بالعالم يأتي وسط حاجة متزايدة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتأكيدات حكومية بأن الأمن والسلامة على رأس الأولويات.

وافقت السلطات اليابانية اليوم على المرحلة النهائية لعودة محطة “كاشيوازاكي-كاريوا” النووية إلى العمل، في خطوة تعد نقطة تحول في مسار الطاقة النووية داخل البلاد منذ كارثة فوكوشيما عام 2011، التي تسبّب فيها زلزال ضخم أعقبته موجات تسونامي أدت إلى انهيار محطة فوكوشيما دايتشي في أسوأ حادث نووي منذ تشيرنوبل.

وتعد المحطة، الواقعة على بُعد نحو 220 كيلومتراً شمال غربي طوكيو، أكبر منشأة نووية على مستوى العالم بطاقة إجمالية تبلغ 8.2 جيجاواط، وهي قادرة على تزويد ملايين المنازل بالكهرباء، مما يعزز خطط اليابان لخفض الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري.

وجاءت الخطوة بعد تصويت الهيئة التشريعية في منطقة نيجاتا لصالح تجديد الثقة بحاكم الإقليم، هيديو هانازومي، الذي أعلن دعمه لاستئناف التشغيل الشهر الماضي، ما أزال آخر العقبات الإدارية أمام عودة المحطة للعمل.

ورغم الموافقة الرسمية، أظهرت الجلسة التشريعية الأخيرة حالة انقسام مجتمعي واضح بخصوص العودة للطاقة النووية؛ إذ وقف نحو 300 متظاهر أمام مبنى الإدارة الإقليمية رافعين لافتات ترفض إعادة تشغيل المحطة، وسط مخاوف مستمرة من تكرار كارثة فوكوشيما، خصوصاً أن شركة طوكيو للطاقة الكهربائية – المشغلة للمحطة الجديدة – كانت تدير محطة فوكوشيما المنكوبة.

وفي سياق متصل، ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أن الشركة تفكر في تشغيل أول مفاعل من أصل سبعة داخل المحطة في 20 يناير المقبل، فيما قد يتم تشغيل مفاعل ثانٍ قبل عام 2030.

وأكد ماساكاتسو تاكاتا، المتحدث باسم شركة طوكيو للطاقة الكهربائية، التزام الشركة بأعلى معايير السلامة قائلاً: “ملتزمون بشكل قاطع بعدم تكرار مثل هذا الحادث، وضمان عدم تعرض سكان نيجاتا لأي خطر مشابه”.

وتأتي هذه الخطوة ضمن توجه ياباني متصاعد نحو إعادة بناء قطاع الطاقة النووية، بعد أن تمكنت البلاد خلال الأعوام الماضية من إعادة تشغيل 14 مفاعلاً من أصل 33 لا تزال قابلة للعمل، في إطار سياستها لتأمين مصادر طاقة مستقرة ومستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى