
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مقطع فيديو أثار قلق الكثيرين، حيث زعم وجود حركة غير طبيعية للأمواج في البحر المتوسط، مشيرًا إلى احتمالية حدوث تسونامي أو كارثة بحرية قريبة ناتجة عن زلزال أو بركان تحت الماء.
لكن الجهات العلمية المصرية سارعت إلى نفي هذه الادعاءات، مؤكدة أنها لا تستند إلى أسس علمية وأن الأوضاع في البحر المتوسط طبيعية.
مزاعم الفيديو المتداول:
أشار الفيديو الذي انتشر بكثافة إلى رصد أجهزة مراقبة لنشاط غير مألوف في أعماق البحر المتوسط، مدعيًا أن ترددات الأمواج “غريبة” ومصدرها مجهول. كما زعم أن هذه الحركة قد تكون مؤشرًا لأحداث استثنائية محتملة مثل زلزال أو انفجار بركاني قد يؤدي إلى تسونامي خلال الفترة القادمة.
رد الخبراء:
– د. طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية: أكد في تصريحات صحفية أن هذه الادعاءات لا أساس لها علميًا، مشددًا على أن حركة الأمواج المرصودة لا تشير إلى أي مخاطر تتعلق بتسونامي.
– د. علي قطب، أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق ونائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق: أوضح أن حدوث تسونامي يتطلب عوامل معينة مثل تيارات بحرية قوية أو منخفضات جوية شديدة، وهي غير متوفرة حاليًا. وأشار إلى أن بعض التجارب التي تجريها دول كبرى في أعماق البحار، مثل اختبارات المفاعلات النووية، قد تسبب اضطرابات محدودة في الأمواج، لكنها لا تصل إلى حد التسونامي. وأضاف أن البحر المتوسط يتكون من ثلاث طبقات: السطحية (تتأثر بالتغيرات المناخية)، الوسطى (تشهد تغيرات طفيفة)، والعميقة (لا تتأثر بالتغيرات الجوية).
– د. مصطفى محمود إسماعيل، خبير العلوم الجيولوجية: أكد أن حركة الأمواج الحالية في البحر المتوسط طبيعية وناتجة عن التقلبات الجوية والرياح العادية التي تحدث على مدار العام. وأشار إلى عدم وجود دراسات تشير إلى ارتفاع غير طبيعي في درجات حرارة البحر أو أي مؤشرات على كارثة محتملة.
– د. عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة: أوضح أن حدوث تسونامي في البحر المتوسط يتطلب زلزالًا قويًا يتجاوز 6.5 درجة على مقياس ريختر، وهو أمر غير مسجل حاليًا، حيث يشهد البحر المتوسط نشاطًا زلزاليًا أقل من المعتاد. كما نفى إمكانية حدوث تسونامي بفعل بشري إلا في حال استخدام كميات هائلة من المتفجرات (تعادل مليوني طن)، وهو أمر غير واقعي.
خلاصة النفي العلمي
أجمع الخبراء على أن حركة الأمواج في البحر المتوسط طبيعية ولا تشير إلى أي خطر وشيك. وأكدوا أن التقلبات الجوية والرياح هي المسبب الرئيسي لأي تغيرات محدودة في الأمواج، داعين المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات والاعتماد على المصادر العلمية الموثوقة.
– دعا الخبراء إلى توخي الحذر من انتشار الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي تثير الذعر دون دلائل علمية.
– أكدت الجهات العلمية أهمية متابعة التحديثات من المؤسسات الرسمية مثل المعهد القومي للبحوث الفلكية وهيئة الأرصاد الجوية لضمان دقة المعلومات.
هذا الرد يهدف إلى طمأنة المواطنين وتوضيح الحقائق العلمية حول الوضع في البحر المتوسط، مع نفي أي مخاطر تتعلق بتسونامي أو كوارث بحرية في الوقت الحالي.