البيت الأبيض يوقف فرض عقوبات جديدة على إيران وسط مفاوضات نووية حساسة

في خطوة مفاجئة، أصدرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، توجيهات بتعليق جميع العقوبات الجديدة على إيران، وفقًا لمصادر أمريكية مطلعة، في وقت تستعد فيه واشنطن وطهران لجولة سادسة من المفاوضات غير المباشرة حول البرنامج النووي الإيراني.
ويأتي هذا القرار في ظل استمرار حملة “الضغط الأقصى” التي تتبناها الإدارة الأمريكية، كما أكد مصدر مقرب من البيت الأبيض لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
تفاصيل القرار وتوقيته
تم إبلاغ كبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي ووزارتي الخزانة والخارجية بالتوجيه الجديد، مع إشراك المسؤولين المعنيين بشؤون الشرق الأوسط.
ويأتي هذا التعليق بعد توقف تصنيف روتيني للعقوبات من قبل وزارة الخزانة، حيث لم يتم الإعلان عن أي عقوبات أمريكية جديدة على إيران منذ 21 مايو 2025.
وأشار مسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو إبطاء وتدقيق إجراءات فرض العقوبات خلال المفاوضات النووية الحساسة، بينما عبر آخرون عن قلقهم من أن هذا التوقف قد فاجأ بعض الأطراف الرئيسية في الإدارة.
موقف البيت الأبيض وتعليقات الأطراف
رفض البيت الأبيض التعليق بشكل مباشر على قرار تعليق العقوبات، مكتفيًا بالإشارة إلى أن أي قرارات جديدة سيتم الإعلان عنها لاحقًا.
وكان الرئيس ترامب قد ألمح في 30 مايو 2025 إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران قريبًا، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الطرفين لا يزالان بعيدين عن تحقيق اختراق نهائي.
وأوضح عراقجي أن إيران تلقت اقتراحًا مكتوبًا من الولايات المتحدة عبر الوسيط العماني، وتعكف حاليًا على إعداد رد مكتوب.
سياق المفاوضات النووية
انطلقت المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في 12 أبريل 2025، بوساطة عمانية، ووصفت الجولات السابقة بالإيجابية رغم استمرار الخلافات، خاصة حول قضية تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، التي تُعد نقطة خلاف رئيسية.
وتسعى الولايات المتحدة إلى فرض قيود صارمة على البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك وقف التخصيب وتدمير مخزون اليورانيوم عالي التخصيب، بينما تصر إيران على الاحتفاظ بحقها في التخصيب لأغراض مدنية ورفع العقوبات الاقتصادية التي أضرت باقتصادها.
تداعيات القرار
يُنظر إلى قرار تعليق العقوبات الجديدة كمحاولة لتهيئة مناخ مواتٍ للمفاوضات، التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق نووي جديد يمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، مع تقديم تخفيفات في العقوبات كجزء من الصفقة.
ومع ذلك، فإن استمرار الخلافات حول التخصيب وتوقيت رفع العقوبات يُبقي المحادثات في حالة حساسة، مع مخاطر الوصول إلى طريق مسدود إذا لم يتم التوصل إلى حلول وسط.
ويُرتقب أن تُحدد الجولة السادسة من المفاوضات موعدًا جديدًا قريبًا لاستكمال النقاشات، وسط آمال بتحقيق تقدم ملموس يجنب المنطقة تصعيدًا عسكريًا.