غارات إسرائيلية تستهدف منازل في بلدة ياطر جنوب لبنان وتحذيرات مسبقة للسكان

في تصعيد جديد للتوتر القائم على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، شنت مروحيات هجومية إسرائيلية من طراز أباتشي، مساء الأربعاء 10 أبريل 2025، سلسلة غارات استهدفت ثلاثة منازل في بلدة ياطر الواقعة في الجنوب اللبناني.

وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية أن الهجمات جاءت بعد أن تلقى أصحاب هذه المنازل اتصالات هاتفية تحذيرية من الجانب الإسرائيلي، تنذرهم بقصف منازلهم، مما دفع السكان إلى إخلائها على الفور تجنبًا لأي خسائر بشرية.

وبعد هذه التحذيرات بساعات، نفذت مروحيات الأباتشي الإسرائيلية غارات مباشرة على المنازل التي سبق وأُخطر سكانها بالإخلاء، ما أدى إلى تدميرها. ورجّحت تقارير إعلامية محلية أن هذه المنازل كانت تستخدم كمواقع تابعة لحزب الله، دون تأكيد رسمي من الجانبين.

استهداف إضافي في راميا وسقوط طائرة مسيرة إسرائيلية

لم تتوقف الغارات عند بلدة ياطر، بل امتدت لتشمل بلدة راميا المجاورة في الجنوب اللبناني، حيث أفادت مصادر محلية بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية شنت غارة على محيط المدرسة الرسمية في البلدة، ما أثار حالة من الذعر بين السكان، خصوصًا مع تزامن الهجمات مع ساعات المساء.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي نُشر على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) عن سقوط طائرة مسيّرة تابعة له داخل الأراضي اللبنانية نتيجة “خلل تقني”، مؤكداً أنه لا توجد أي مخاوف من تسرب معلومات حساسة، ولا يعتبر الحادث خرقًا أمنيًا. وأضاف البيان أن تحقيقًا داخليًا جارٍ لتحديد أسباب هذا الخلل وسقوط الطائرة، من دون ذكر تفاصيل إضافية حول نوع الطائرة أو موقع السقوط الدقيق.

استمرار الخروقات رغم اتفاق وقف إطلاق النار

تأتي هذه التطورات في ظل تدهور مستمر للوضع الأمني في الجنوب اللبناني، على الرغم من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وتم تمديده لاحقًا حتى 18 فبراير/شباط 2025.

لكن الغارات الإسرائيلية لم تتوقف، بل تستمر بشكل شبه يومي على مختلف المناطق الجنوبية والشرقية من لبنان.

وتواصل القوات الإسرائيلية تمركزها في عدد من النقاط المحاذية للحدود داخل الأراضي اللبنانية، وسط صمت دولي نسبي وتوتر متصاعد بين حزب الله وإسرائيل، ما يثير المخاوف من توسع رقعة المواجهات في أي لحظة.