ماذا وراء فكرة تفكيك ميتا؟ …زوكربيرج يدرس فصل إنستاجرام قبل سنوات

في عام 2018، وبينما كانت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) تحقق في استحواذ شركة ميتا على منصات مثل إنستاجرام وواتساب، اقترح مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، داخليًا خطوة “متطرفة” تتمثل في فصل إنستاجرام عن ميتا وتحويلها إلى شركة مستقلة.
هذا الاقتراح كان بمثابة دراسة داخلية تهدف إلى استشراف الوضع المستقبلي للشركة في ظل تزايد الضغوط السياسية والاقتصادية.
تفاصيل المقترح: دوافع ومخاوف زوكربيرج
في مذكرة داخلية أرسلها زوكربيرج إلى كبار المسؤولين التنفيذيين في ميتا، أشار إلى أن الشركات الكبيرة غالبًا ما تقاوم التفكك، لكنه أكد أن التاريخ يثبت أن العديد من الشركات تؤدي أداءً أفضل بعد إجراء التفكك.
زوكربيرج أكد في مذكرته أنه لا يطرح هذه الفكرة “بستخفاف”، رغم أن إمكانية التفكك كانت بعيدة المنال في تلك الفترة.
الدوافع السياسية والاقتصادية
تزامنًا مع رئاسة دونالد ترامب في الولايات المتحدة، أشار زوكربيرج إلى “احتمال غير بسيط” بأن تواجه ميتا ضغوطًا سياسية قد تُجبرها على التفكك في غضون سنوات قليلة.
وفي تلك الفترة، كانت الدعوات لتفكيك شركات التكنولوجيا الكبرى قد بدأت تتزايد، مما دفع زوكربيرج إلى التفكير في استراتيجيات بديلة لحماية ميتا.
تفاصيل القضية القضائية الحالية: اتهامات بالاحتكار
حاليًا، تواجه ميتا دعوى قضائية من قبل لجنة التجارة الفيدرالية، التي تتهم الشركة بمحاولة احتكار سوق وسائل التواصل الاجتماعي من خلال استحواذها على إنستاجرام وواتساب.
تدعي اللجنة أن تلك الصفقات كانت تهدف إلى القضاء على المنافسة وتعزيز هيمنة ميتا على السوق. بينما تنفي ميتا هذه الاتهامات وتدافع عن مواقفها القانونية، ما زالت الدعوى مستمرة وقد تؤدي إلى تفكيك الشركة.
آراء زوكربيرج حول التفكك: بين النظرية والواقع
رغم تأكيده في عام 2018 على أن التفكك ليس الخيار الأرجح، إلا أن زوكربيرج اعترف بأن الفكرة كانت معقولة بالنظر إلى المناخ السياسي في الولايات المتحدة.
قال زوكربيرج: “أفهم تمامًا القيمة التجارية لامتلاك إنستاجرام وفيسبوك معًا، لذلك لا أطرح هذا الخيار بسهولة، لكنني أيضًا لا أعتقد أنه مستحيل.”
قد يبدو من الصعب تخيل ميتا بدون إنستاجرام وواتساب، لكن الاحتمالات تظل قائمة في ظل التحديات القانونية التي تواجهها الشركة.
في النهاية، سيحدد تطور القضية القضائية ما إذا كانت ميتا ستضطر إلى تنفيذ هذا الخيار أم لا، وهل سيشكل التفكك في النهاية نهاية لهيمنة ميتا على سوق منصات التواصل الاجتماعي أم بداية لمرحلة جديدة من التنظيمات الأكثر صرامة لشركات التكنولوجيا الكبرى.