تركيا تجري محادثات فنية مع إسرائيل لتفادي التصعيد في سوريا

في ظل تصاعد التوترات في الأجواء السورية، كشف وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن أنقرة تجري محادثات فنية مع إسرائيل لتفادي وقوع أي صدام ميداني على الأراضي السورية.
وتأتي هذه التصريحات بعد أسبوع من الغارات الجوية المكثفة التي شنتها إسرائيل داخل سوريا، والتي وصفتها بأنها “رسالة تحذيرية” إلى الحكومة السورية الجديدة.
اتصالات ميدانية لتنسيق التحركات العسكرية
وخلال مقابلة مع قناة “سي إن إن تورك” يوم الأربعاء، أوضح فيدان أن هذه المحادثات الفنية تهدف إلى منع سوء الفهم بين القوات المنتشرة في الميدان، لا سيما في ظل قيام تركيا بعمليات في الشمال السوري، وتحليق الطيران الإسرائيلي في المنطقة ذاتها.
وقال فيدان: “مثلما لدينا آليات تنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا، نقيم أيضًا اتصالات تقنية مع إسرائيل عند الحاجة، لتفادي أي تصعيد غير مقصود”.
لا تطبيع بل تنسيق ميداني
أكد وزير الخارجية التركي أن هذه الاتصالات لا تعني وجود مسار لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، بل تقتصر على التنسيق الميداني فقط، مشددًا على أن بلاده لا ترغب في الدخول في أي صراع مع أطراف أخرى داخل سوريا، بما في ذلك إسرائيل. وأضاف: “نتعامل مع واقع جديد في سوريا، ولا نقبل أن تستغل إسرائيل هذا الوضع لإثارة الفوضى”.
ضربات إسرائيلية على قواعد يُشتبه بوجود تركيا فيها
وكانت وكالة “رويترز” قد كشفت مؤخرًا عن قيام فرق عسكرية تركية بتفقد ثلاث قواعد جوية داخل سوريا بهدف نشر قوات تركية، في إطار اتفاق دفاعي مشترك محتمل.
غير أن إسرائيل استهدفت هذه المواقع بغارات جوية، مما دفع أنقرة للتحرك نحو إنشاء آليات اتصال لمنع أي احتكاك مباشر.
خلاف سياسي مستمر رغم التنسيق الأمني
وتشهد العلاقات التركية-الإسرائيلية توترًا حادًا منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث وجهت أنقرة انتقادات شديدة للسياسات الإسرائيلية، وقدمت دعمًا قانونيًا للفلسطينيين عبر الانضمام إلى قضية مرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. كما أعلنت تركيا مؤخرًا وقف التبادل التجاري مع إسرائيل بالكامل.
تعاون تركي-سوري رغم التعقيدات
في ختام تصريحاته، أشار فيدان إلى أن أنقرة تعمل بالتوازي مع الحكومة السورية الجديدة في ملفات أمنية متنوعة، وقال: “نحن منفتحون على أي تعاون يخدم مصالحنا الأمنية المشتركة” .
وتأتي هذه التصريحات في إطار سياسة تركية جديدة تقوم على البراغماتية والتنسيق الإقليمي، دون التورط في صراعات مباشرة.