أوجد افتتاح مؤتمر الحزب الجمهوري حالة من القلق بين الديمقراطيين حول قدرة جو بايدن، الرئيس الأمريكي، على الفوز في الانتخابات المقبلة.
على الرغم من عدم وجود دعوات عامة جديدة من الديمقراطيين في الكونغرس لـ«بايدن» للانسحاب منذ محاولة اغتيال دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، السبت الماضي، فإن الكثيرين في الحزب لديهم مخاوف جدية بشأن قدرة «بايدن» على الفوز. وهم الآن منقسمون حول كيفية التعامل مع زعيم ضعيف في بيئة سياسية مضطربة، وفقًا لمقابلات أجريت يومي الأحد والاثنين مع 15 مشرعًا واستراتيجيًا وناشطًا ديمقراطيًا تحدثوا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
اقرأ أيضًا: ترامب يحصل على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة بعد محاولة اغتياله
كانت الأسابيع الثلاثة الماضية عبارة عن سلسلة من الأحداث السريعة والمدمرة للرئيس «بايدن». وأثار أداؤه الفظيع في المناظرة جولات من التخمينات الديمقراطية حول ما إذا كان أفضل أمل لهم أن ينسحب لتجنب إدارة «ترامب» الثانية، مع قلق البعض من أنه قد لا يخسر فحسب، بل قد يسقط معه أيضًا العديد من الديمقراطيين في الكونغرس.
أدى إطلاق النار السبت الماضي، إلى تعقيد ما تعتقد حملة «بايدن» أنه إحدى أقوى رسائل حملتها وهو أن «ترامب» يشكل تهديدًا فوريًا ونشطًا للديمقراطية الأمريكية.
كان رد فعل «ترامب اللحظي – القبضة المرفوعة والوجه الدموي الذي أصبح على الفور صورة مميزة – قد أرسل الديمقراطيين إلى حالة من الفوضى مرة أخرى.
اقرأ أيضًا: الجمهوريون يتهمون «بايدن»: حرض وتسبب في محاولة اغتيال «ترامب»
بعد ذلك، كما لو أن المزاج الديمقراطي لم يكن سيئًا بما فيه الكفاية حيث رفضت إيلين كانون، القاضيةـ صباح الاثنين الماضي، قضية الوثائق ضد «ترامب» في «فلوريدا»، مما أدى إلى إزالة تهديد قانوني كبير.
قال مات بينيت، المؤسس المشارك لمؤسسة «ثيرد وي»، وهي مؤسسة فكرية ديمقراطية دعمت «بايدن» لسنوات: الأجواء قاتمة ولم أتحدث إلى أي ديمقراطي وقال «الأمور على ما يرام». ولعدة أشهر، جادلت حملة «بايدن» بأن أفضل فرصة لها لإعادة انتخابها هي جعل السباق بمثابة استفتاء على «ترامب».
الآن، مع افتتاح المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري واختيار «ترامب» لجيه دي فانس، السيناتور الشاب من ولاية «أوهايو»، ليكون نائبًا له، سيكون لدى الديمقراطيين أخيرًا هذا التناقض المباشر.
يشعر الكثيرون بالقلق من أن الأمر قد لا يكون جيدًا بالنسبة لـ«بايدن». وقد يعتمد الكثير على كيفية تصرف «ترامب» والجمهوريين خلال مؤتمرهم. وقد شجع مساعدو الحملة المتحدثين على تجنب اللغة المحمومة والتركيز على توحيد البلاد بعد لحظة عنف مقلقة.
اقرأ أيضًا: مصير مشابه لما حدث مع «ترامب».. مخاوف على «نتنياهو» من «المشنقة»
كانت استطلاعات الرأي منذ المناظرة متباينة، حيث أظهرت بعض الاستطلاعات أن «ترامب» يوسع تقدمه في حين عكست استطلاعات أخرى سباقًا لا يزال متقاربًا.
أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع كلية «سيينا» الاثنين الماضي، أن «ترامب» يتقدم في ولاية «بنسلفانيا» وهي نقطة تسلط الضوء على متاعب الرئيس. وعلى الصعيد الوطني، أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «إن بي سي نيوز»، الأحد الماضي، أن «بايدن» يتخلف عن «ترامب» ولكن لا يزال ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع.
أُجريت هذه الاستطلاعات قبل إطلاق النار ولا أحد يعرف كيفية تحول السباق منذ الهجوم. ويشير التاريخ السياسي إلى أن «ترامب» قد يتلقى دفعة بعد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، حتى من دون محاولة الاغتيال.
ليس لدى مساعدي «بايدن» أي نية للتنازل عن الأسبوع لصالح الجمهوريين. وقاموا بالتخطيط لجدول زمني قوي للرسائل المضادة، وأرسلوا بدائل إلى ميلووكي للدفاع عن قضية «بايدن». وبعد إطلاق النار، ألغى «بايدن» خطابًا كان من المقرر إلقاؤه الاثنين الماضي، في «أوستن» بولاية «تكساس»، وقالت حملته إنها ستسحب إعلاناتها.
لكن اليوم الثلاثاء، استأنف هو وفريقه أنشطتهم السياسية، وفقًا لاثنين من مساعدي حملة «بايدن»، اللذين طلبا عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المداولات الداخلية. وسيتحدث «بايدن» في مؤتمرات «ان إيه سي بي» هذا الأسبوع في «لاس فيغاس».
في لحظة الأزمة الوطنية، من المتوقع أن يؤكد «بايدن» على سمعته باعتباره باني الجسور وموحدًا وهو جزء من الرسالة التي ساعدته على الفوز في عام 2020. ويرى الناخبون أن «بايدن» شخصية أكثر توحيدًا من «ترامب». ولم تفعل هذه الخطة الكثير لطمأنة العديد من الاستراتيجيين الديمقراطيين والمشرعين ومسؤولي الحزب، الذين يقولون إن مزاجهم يتراوح بين الذعر والخوف.
قال أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين على اتصال منتظم مع الجهات المانحة، والذي أصر على عدم الكشف عن هويته لتجنب الإضرار بعلاقاته معهم، إن الكثيرين يعتقدون أن السباق الذي جعلته المناظرة أكثر صعوبة قد أصبح الآن بعيد المنال بسبب محاولة اغتيال «ترامب». وقال إن البعض يتحدث عن إعادة توجيه أموالهم إلى سباقات الكونغرس والتخلي عن المنافسة الرئاسية.
قال أحد الديمقراطيين المعتدلين في مجلس النواب، الذي أصر على عدم الكشف عن هويته من أجل التحدث بصراحة في لحظة حساسة، إنه بحلول صباح الأحد الماضي، بدت التوقعات السياسية أكثر صعوبة بالنسبة للديمقراطيين، وبعد أسابيع من التركيز على قدرة «بايدن» على التحمل ولياقته العقلية، تغيرت صورة «بايدن». واقترح الشخص أن قيام «ترامب» الملطخ بالدماء وهو يضخ قبضته بعد نجاته من إطلاق النار كان بمثابة إشارة قوية جدًا.
وقع إطلاق النار بعد حوالي ساعة من عقد مجموعة من الديمقراطيين المعتدلين ما وصفه البعض بأنه اجتماع مثير للقلق عبر تطبيق «زووم» مع الرئيس.
خلال المكالمة التي استمرت 30 دقيقة، لم يقدم الرئيس أي استراتيجية جديدة، وشعر بالغضب عندما ضغط عليه النائب جيسون كرو من «كولورادو» بشأن موقفه السياسي، وتجاهل النائبة كريسي هولاهان من «بنسلفانيا» عندما أخبرته أنه يتأخر في ولايتها بفارق أربعة إلى خمسة، وفقًا لشخصين شاركا في المكالمة.
أشار «بايدن» إلى أن ضعفه كان خطأهم، وأخبر المشرعين أنهم بحاجة إلى القيام بعمل أفضل للترويج لإنجازاته التشريعية. وروى أحد المشرعين قول الرئيس: عليكم جميعًا أن تقوموا بعمل أفضل في مشاركة النجاحات التي حققتها.
توقع العديد من المشرعين والاستراتيجيين بعد الاجتماع، أن ينضم العشرات من الديمقراطيين إلى الدعوات المطالبة بخروج «بايدن» من السباق ثم حدث إطلاق النار.
قال عدد من المشرعين والاستراتيجيين الديمقراطيين، إن الزخم حول الجهود المبذولة لاستبدال «بايدن» قد تباطأ على الأقل في الوقت الحالي.
قال آرون ريجونبرج، أحد منظمي حملة تمرير الشعلة، وهي مجموعة ديمقراطية تضغط من أجل مرشح مختلف في مقابلة إنه لا يزال هناك وقت لإجراء التغيير. وقال إن أحداث نهاية الأسبوع أكدت فقط الحاجة إلى أقوى مرشح ممكن.
