فن

رحيل الكاتب السعودي محمد عبد اللطيف آل الشيخ: بين الكلمة الرقيقة ومواجهة التطرف

محمد عبد اللطيف آل الشيخ، الكاتب السعودي المعروف بلقب “العابر”، توفي يوم الثلاثاء تاركاً وراءه إرثاً ثقافياً واسعاً، رحيله أثار حزنًا عميقًا في الوسط الصحافي والثقافي في السعودية.

 مسيرة ثقافية حافلة

آل الشيخ لم يكن مجرد كاتب صحافي، بل كان من رواد الساحة الأدبية الشعبية. ترأس مجلتي “قطوف” و”حياة الناس”، وأسهم بشكل كبير في إثراء الأدب والفكر في السعودية.

كان له اهتمام خاص بالشعر، وغنّى له كبار نجوم الغناء في المملكة مثل عبد المجيد عبد الله، مستخدماً اسمه المستعار “العابر”.

 مواجهة التطرف

عُرف آل الشيخ بمواجهته المبكرة للفكر المتشدد من خلال كتاباته في صحيفة “الجزيرة” السعودية، حيث كانت له زاوية ثابتة بعنوان “شيء من”.

أصدر كتاباً بعنوان “حتى لا يعود بن لادن” الذي ضم مقالاته المناهضة للتطرف. في مقالاته، حذّر من مخاطر التكفير وبيّن كيف أن هذا الفكر يبرر العنف وإراقة الدماء لتحقيق السلطة.

 التحذير من الطائفية

لم تقتصر مواجهات آل الشيخ على التطرف، بل حذّر أيضاً من الطائفية التي رأى فيها أحد أخطر نتائج التشدد.

كتب مقالاً بعنوان “ألجموا هؤلاء المشايخ الدمويين”، حيث انتقد بعض المشايخ الذين يزرعون الفتنة بين الطوائف الدينية.

 رؤية في تطبيق الشريعة

في مقالاته، تناول آل الشيخ تناقضات الجماعات المتطرفة في تطبيق الشريعة الإسلامية.

في مقاله “الشريعة ليست مصنفاً تتناوله من الرف وتطبقه”، أوضح كيف أن الشريعة يجب أن تتغير تبعاً للظروف والمصالح، مستدلاً بأحداث من السيرة النبوية وفترة حكم عمر بن الخطاب.

 إرث ثقافي عظيم

بهذه المساهمات الفكرية والثقافية، ترك محمد عبد اللطيف آل الشيخ بصمة لا تُمحى في المشهد الثقافي السعودي. كانت حياته مزيجاً من الكلمة الرقيقة في قصيدة مغناة والكلمة القوية في مواجهة التطرف والإرهاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى