«مشكوك بولائه لإيران».. أصوات تحارب بزشكيان بسبب أصوله
بالرغم من توصيفه بالقومي التركي تارة وبالانفصالي تارة أخرى من قبل منافسيه، تمكن مسعود بزشكيان، ذو الأصول التركية الأذرية، من الانتصار في المنافسة على الكرسي الرئاسي الإيراني.
تعرض بزشكيان لهجمات من وسائل إعلام موالية لبعض المرشحين الذين شككوا في ولائه لإيران، كونه المرشح غير الفارسي الوحيد من أصل ستة مرشحين.
توزيع الأصوات حسب المحافظات
أظهرت نتائج الجولة الثانية من الانتخابات تصويت الأغلبية في المحافظات غير الفارسية لصالح بزشكيان.
جاءت محافظة الأهواز ذات الأغلبية العربية في المقدمة بنسبة 88.9%، تلتها محافظة أردبيل بنسبة 82.8%، ثم أذربيجان الشرقية بنسبة 81.8%، وكردستان بنسبة 75%.
كما حصل بزشكيان على دعم كبير في محافظات بلوشستان وأذربيجان الشرقية وعيلام وكرمانشاه ولورستان وجهار محال بختياري وجيلان.
أقر أيضا: مسعود بزشكيان على رأس الرئاسة الإيرانية وسط توازنات دولية مضطربة
دعم المحافظات الفارسية والمعارضة
على الرغم من الدعم الكبير في المحافظات غير الفارسية، فإن معظم المحافظات الفارسية صوتت لصالح بزشكيان، باستثناء قم وخراسان جنوبي ويزد وفارس التي دعمت المرشح المتشدد سعيد جليلي. ويعتقد البعض أن الهجمات التي تعرض لها بزشكيان بسبب أصوله دفعت الناخبين في المحافظات غير الفارسية لدعمه، لكن القلق من احتكار السلطة من قبل المتشددين والأمل في التغيير كانا أيضًا عاملين حاسمين في فوزه.
الهجمات العرقية والمخاوف من التفكك
تعرض بزشكيان لهجمات عرقية كبيرة، حتى أن بعض الأوساط الأصولية والإصلاحيين القوميين الفرس كانوا ينوون مطالبة مجلس صيانة الدستور بإبعاده عن المنافسة الرئاسية، زعم هؤلاء أن تولي بزشكيان الرئاسة قد يعمق الانقسامات العرقية ويمهد لتفكك البلاد.
كما بث البعض مقاطع فيديو له يتحدث باللغة التركية الأذرية ويؤكد على ضرورة تعليم اللغات القومية للشعوب غير الفارسية.
السكان الأتراك في إيران
تشير إحصائيات غير رسمية إلى أن الأتراك يشكلون 17% من سكان إيران، أي حوالي 13 مليون نسمة، بينما تقدر إحصائيات أخرى نسبتهم بـ 25%، أي نحو 22 مليون نسمة.
يعيش معظم الأتراك في محافظات أذربيجان الشرقية والغربية، وأردبيل وزنجان، وأيضًا في محافظات قزوين وهمدان وطهران كأقلية، بالإضافة إلى الأتراك القشقائيين في جنوب إيران والتركمان في الشمال الشرقي.
النقاش حول الحقوق القومية
يرفض المعارضون لحقوق الشعوب غير الفارسية النظر إلى إيران من الناحية العرقية، ويؤكدون على أن الوطن للجميع.
يشير هؤلاء إلى شخصيات غير فارسية تبوأت مناصب في إيران كدليل على المساواة، مثل قادة الثورة الدستورية ستار خان وباقر خان، وأول رئيس وزراء إيراني بعد ثورة 1979 مهدي بازركان، والمرشد الأعلى علي خامنئي، وغيرهم.
ومع ذلك، يرى المطالبون بالحقوق القومية أن هؤلاء الشخصيات لم تخدم حتى الحد الأدنى من الحقوق اللغوية والثقافية للشعوب غير الفارسية.
تصريحات بزشكيان حول الهوية التركية
في مارس/آذار 2016، قال بزشكيان في كلمة له كنائب عن مدينة تبريز: “أنا شاكر لله لأنه خلقني تركيًا، ولا يحق لأحد أن يسخر من لغة الأتراك وثقافتهم”. وأكد على أن المادة 15 من الدستور تضمن للأتراك والمجموعات العرقية الأخرى في إيران الحق في الكتابة والتحدث والتعلم بلغاتهم الخاصة في المدارس.