تقرير يكشف عن أسباب تراجع شحنات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل
على الرغم من الانتقادات التي وجهها سابقا مسؤولون في الإدارة الأمريكية لـ«نتنياهو»، الذي اشتكى الأسبوع الماضي بطء حليفة بلاده الأولى في تسليمها الأسلحة، فإن ما قاله فيه شيء من الصحة.
فقد كشف مسؤولون أمريكيون أن شحنات الأسلحة الأمريكية إلى «تل أبيب» تباطأت مؤخرًا عن الأشهر الأولى من الحرب في «غزة»، لأن العديد من تلك الأسلحة تم شحنها أو تسليمها بالفعل.
أوضح هؤلاء المسؤولون وآخرون إسرائيليون أيضًا أن التباطؤ حصل منذ مارس الماضي، بعدما انتهت بالفعل «واشنطن» من تلبية كافة الطلبات الإسرائيلية الحالية، حسب ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».
قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن وتيرة تسليم الشحنات طبيعية، إن لم تكن متسارعة، ولكنها بطيئة مقارنة بالأشهر القليلة الأولى من الحرب.
أشار جيورا إيلاند، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إلى أنه في بداية الحرب على «غزة»، سرعت إدارة جو بايدن، الرئيس الأمريكي، شحنات الذخيرة التي كان يتوقع تسليمها خلال عامين تقريبًا لتسلم في غضون شهرين فقط إلى القوات الإسرائيلية.
أوضح «إيلاند» أن الشحنات تباطأت بعد ذلك بطبيعة الحال، وليس لأسباب سياسية. وأردف: لقد قال «نتنياهو» شيئًا صحيحًا من ناحية، لكنه من ناحية أخرى قدم تفسيرًا دراماتيكيًا لا أساس له.
يحتفظ الجيش الإسرائيلي بمخزون كبير من الأسلحة احتياطيًا في حال نشوب حرب محتملة مع لبنان، وفق ما أكد مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون.
أرجأت وزارة الخارجية في مايو، فقط تسليم قنابل زنة 2000 رطل و500 رطل إلى إسرائيل بسبب مخاوف بشأن سقوط ضحايا من المدنيين في مدينة «رفح». إلا أن «نتنياهو» خرج الأسبوع المضي بتصريحات نارية، ومفاجئة حول مماطلة أمريكا في تسليم «تل أبيب» أسلحة. ما أثار حفيظة البيت الأبيض الذي وصف تلك التصريحات بالمخيبة للآمال.
يذكر أن تتبع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل يعتبر أمرًا معقدًا، نظرًا لأن طلبات الأسلحة غالبًا ما يتم إصدارها قبل سنوات. فيما لا تعلن الحكومة الأمريكية غالبًا عنها.
يتم إرسال العديد من الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل من دون الكشف عنها علنًا، وغالبًا ما تعتمد على مبيعات الأسلحة التي تمت الموافقة عليها مسبقًا، والمخزونات العسكرية الأمريكية وغيرها من الوسائل التي لا تتطلب من الحكومة إخطار الكونغرس أو الجمهور ما صعب من إمكانية تقييم حجم ونوع الأسلحة المرسلة.
تشير بعض التقديرات إلى أن «واشنطن» أرسلت إلى «تل أبيب» أسلحة بقيمة تزيد على 23 مليار دولار منذ بدء الحرب في «غزة»، في أكتوبر الماضي 2023.
يواجه «بايدن» ضغوطًا من التقدميين في حزبه الديمقراطي الذين دعوا إلى وقف تسليم الأسلحة لـ«تل أبيب» وسط ارتفاع وتيرة مقتل المدنيين في «غزة»، إذ فاق عدد الضحايا 37.600.