«بايدن» يخطط لإغلاق الحدود مع المكسيك وتشديد سياسته بشأن الهجرة
ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن بايدن سيوقع أمرًا تنفيذيا طال انتظاره يسمح للمسؤولين بالتصدي لطالبي اللجوء والمهاجرين عندما يصل عددهم إلى 2500 يوميًا. وستتمكن السلطات من ترحيل المهاجرين الذين عبروا إلى الولايات المتحدة من دون الوثائق المطلوبة.
نظرًا لأن أعداد العابرين غير القانونيين تكون في أكثر الأحيان أعلى من هذا الحد، فمن الممكن تنفيذ إغلاق الحدود على الفور، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية. وبموجب هذا الإجراء، سيُسمح لطالبي اللجوء بالدخول مرة أخرى بمجرد انخفاض الأعداد إلى أقل من 1500 يوميًا.
سيكون هذا القرار من أصعب القرارات التي يتخذها رئيس ديموقراطي على الإطلاق، وستجعله يقترب من سياسات الهجرة التي يدافع عنها الجمهوري «ترامب»، وسط استطلاعات الرأي التي تظهر أن القضية تؤثر بشدة على فرص إعادة انتخاب «بايدن» في نوفمبر.
أعلنت حملة «ترامب» رفضها للأمر التنفيذي ووصفته بأنه من أجل العفو وليس لصيانة أمن الحدود. وكررت في بيانها ادعاءات «ترامب» المتكررة بأن المهاجرين غير الشرعيين مسؤولون عن تصاعد جرائم العنف، وهو ادعاء لا تدعمه أي بيانات نشرتها الشرطة أو مراكز أكاديمية رئيسية.
قالت مصادر مطلعة على سياسات الهجرة لوكالة «فرانس برس» إنه من المتوقع الإعلان عن ذلك الثلاثاء الماضي، وإن لم يؤكد البيت الأبيض التقارير التي تفيد بأن «بايدن» سيوقع الأمر التنفيذي في حفل يحضره رؤساء بلديات البلدات الحدودية.
قالت كارين جان بيار، المتحدثة باسم البيت الأبيض، الاثنين الماضي، ما يمكنني قوله هو أننا نبحث باستمرار ودائمًا في جميع الخيارات لمحاولة التعامل حقيقة مع نظام الهجرة، وهو نظام معطل منذ عقود.
ألقت «بيار» باللوم على الجمهوريين في الكونغرس لرفضهم التعاون ومنع صرف مليارات الدولارات للحدود حاول الرئيس الحصول عليها ضمن رزمة تضمنت أموالا لأوكرانيا وإسرائيل. وقالت لقد اختاروا التمسك بالسياسة الحزبية على التعاون.
يهدف «بايدن» إلى إضعاف هجمات الجمهوريين وجذب الناخبين القلقين بشأن الوضع على الحدود. لكن خطته ستثير غضب الديموقراطيين اليساريين ومن شبه المؤكد أن جماعات الحقوق المدنية ستطعن فيها أمام المحكمة.
عبر أكثر من 2,4 مليون مهاجر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة في عام 2023 وحده، معظمهم من أمريكا الوسطى وفنزويلا.
هرب هؤلاء من الفقر والعنف والكوارث التي تفاقمت بسبب تغير المناخ. وتسافر أعداد متزايدة من المهاجرين من أجزاء أخرى من العالم إلى أمريكا اللاتينية ثم تتجه شمالًا إلى الولايات المتحدة.
ارتفع عدد المهاجرين إلى مستوى قياسي بلغ 10 آلاف يوميًا في ديسمبر. ومع أنه انخفض بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، تظهر استطلاعات الرأي أن هذه القضية هي واحدة من أكبر المشكلات التي يواجهها «بايدن» في الانتخابات.
حاول «ترامب» خلال ولايته بناء جدار على الحدود المكسيكية وكثف بشكل كبير خطابه المناهض للهجرة بينما يسعى للعودة إلى البيت الأبيض. وتحدث مرارًا وتكرارًا عن المهاجرين الذين «يسممون دماء» الولايات المتحدة، وقال إنه سينفذ أكبر عملية ترحيل للمهاجرين في التاريخ بمجرد توليه منصبه.
حاولت إدارة «بايدن» الحد من عمليات العبور من خلال العمل مع المكسيك ودول أخرى للحد من تدفقات المهاجرين من خلال تطبيق القانون والحوافز الاقتصادية، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن الناخبين لا يعتقدون أنه يفعل ما يكفي.
في حال صدوره، سيأتي إعلان الرئيس الأمريكي بعد يوم من تحدثه مع كلاوديا شينباوم، أول رئيسة منتخبة للمكسيك، ليقدم لها التهاني ويتعهد «بشراكة قوية وتعاونية» معها.