أخبار دولية

«ماكينزي» يكشف لأول مرة تفاصيل جديدة عن «سليماني»

كشف الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق، في كتابه «نقطة الانصهار» عن تفاصيل جديدة حول اغتيال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» الإيراني.

تحدث «ماكينزي» عن هذا الأمر في كتابه الجديد «نقطة الانصهار»: القيادة العليا والحرب في القرن الـ21، وقال إن سياسة «واشنطن» الحالية لا تتوافق مع الواقع، وأن قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط تتراجع بشكل مطرد أدى إلى تقويض علاقاتها مع حلفائها وشجع إيران على تعزيز نفوذها في المنطقة.

أوضح «ماكينزي» أن إيران أصبح لديها قدرات صاروخية باليستية وأنظمة دفاع جوي وتكنولوجيا متطورة للطائرات دون طيار.

قال الجنرال الأمريكي السابق عن اغتيال «سليماني»، الذي وصفه بأنه درس لإيران، مشيرًا إلى أن التاريخ الحديث يؤكد أن قوة الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط تردع إيران.

تابع «ماكينزي»: كنت أتحمل المسؤولية العملياتية المباشرة عن الضربة التي أدت إلى اغتيال «سليماني»، بصفتي قائدًا سابقًا للقيادة المركزية الأمريكية، مشيرًا إلى أن وضع حدًا للتشكيك الإيراني في عزم «واشنطن» وقوتها في المنطقة.

أردف «ماكينزي»: هذه العملية، التي تم تنفيذها في أوائل 2020، أجبرت قادة إيران على إعادة النظر في تصعيدهم ضد القوات الأمريكية، مشيرًا إلى أن «طهران» أصبحت تستجيب للردع الأمريكي بعد هذه العملية، رغم أن تصرفاتها لا يمكن التنبؤ بها.

أوضح الجنرال الأمريكي المتقاعد أنه عندما تثبت أمريكا وجودها وتبدي استعدادها لجميع الاحتمالات، فإن إيران تتراجع، مضيفًا: اغتيال «سليماني» يمثل قاعدة يجب أن تتحول إلى توجيه لسياسة «واشنطن» تجاه المنطقة في المستقبل.

استطرد «ماكينزي»: كان «سليماني» يزدري الولايات المتحدة بسبب مساعدتها للعراق في الحرب مع إيران، وهي الحرب التي برز اسمه خلالها حتى أصبح قائد فرقة في سن صغير، ثم أصبح قائدا لـ«فيلق القدس» واستخدم طلاقته في اللغة العربية في توسيع نفوذ إيران في المنطقة.

تابع «ماكينزي»: أيد «سليماني» عودة القوات الأمريكية إلى العراق ثم أجبرنا على الخروج من «بغداد» وقتل أفراد من القوات الأمريكية وقوات التحالف، وكان يعتقد أنه لا يمكن المساس به.

قال «ماكينزي»: كانت هناك محاولات إسرائيلية فاشلة لقتله، دون جدوى، وعندما توليت مهام منصبي، اكتشفت أننا لا نملك خطة يمكن تنفيذها بنجاح لقتله إذا طلبت «واشنطن» ذلك، مضيفًا: وجهت قائد فرقة العمل المشتركة للعمليات الخاصة لتطوير خطط اغتيال «سليماني» ووافق ذلك اهتمام وكالة المخابرات المركزية «سي آي إيه» وشركاء إقليميين آخرين.

تابع «ماكينزي»: كانت التقديرات تُشير إلى أن أي استهداف لـ«سليماني» سيكون له تكلفة سياسية باهظة، لكنه تم تطوير خطط قابلة للتنفيذ لاحقًا، خاصة بعدما تعرضت القواعد الأمريكية في العراق لعمليات قصف وصل عددها لـ19 مرة، وجميعها كانت بتنسيق بين «سليماني» وفصائل مسلحة أخرى.

أضاف «ماكينزي»: عندما زادت وتيرة الهجمات وتسببت في سقوط جنود وضحايا آخرين، أدركت أنه يتعين علينا الرد، مشيرًا إلى أنه تم اختيار تنفيذ العملية رغم وجود أهداف في مناطق أخرى بالشرق الأوسط.

أوضح «ماكينزي» أنه أرسل إلى وزير الدفاع ورئيس الأركان عدة أهداف لكنهم لم يختاروا عملية «سليماني»، حيث أجرى تعديلًا على خططه بناء إدراكه لرغبة دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، في استهدافه لردع إيران، خاصة إذا توجه إلى العراق، مضيفًا: تلقيت اتصالًا هاتفيا من مارك ميلي، رئيس الأركان الأمريكي حينها، الذي أخبرني بموافقة «ترامب» على اغتيال «سليماني».

تابع «ماكينزي»: كان الاستهداف من 3 خطوات تشمل العثور عليه وترتيب العملية وإنهائها، وكنا ندرك أنه سيصل لمطار «بغداد» قبل أن يتم نقله إلى مكان بعيد بسرعة، حيث تم مراقبته بمسيرة «إم كيو – 9»، وعندما تم رصد خروجه من الطائرة أمرت قائد فرقة العمل المشتركة بتنفيذ الضربة حينما تسنح الفرصة، وتم تنفيذ العملية بعد وقت قصير، حيث تم قصف السيارة التي كانت تقله من المطار والسيارة المرافقة له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى