أمريكا تزيد التوتر بين الصين وتايوان بإرسال أسلحة جديدة إلى «تايبيه»
أعلن مايكل ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، أن الولايات المتحدة ستزوّد تايوان بأسلحة جديدة، على عكس الأسلحة القديمة المرسلة إلى أوكرانيا.
أضاف «ماكول» في مؤتمر صحفي خلال زيارة للجزيرة، بثته قناة «فورموسا» التايوانية على «يوتيوب»: على عكس أوكرانيا، تصلني الكثير من الأسئلة حول هذا الأمر، حيث تكون الحرب في الغالب حربًا برية، هذه معارك بحرية في المقام الأول، على عكس أوكرانيا، تايوان ستتلقى أنظمة أسلحة جديدة، وليس قديمة.
أكد «ماكول» أنه سيتم تزويد «الجزيرة» بالأسلحة من المخزون الجديد. وفي الوقت نفسه، ستحتوي بعض الأنظمة المنقولة على أحدث التقنيات الأمريكية.
يقوم وفد من «الكونغرس» الأمريكي برئاسة «ماكول» بزيارة تايوان خلال الفترة، من 26 الى 30 مايو. واستقبل لاي تشينغده، رئيس إدارة «الجزيرة»، السياسيين، الاثنين الماضي، حيث تم تنصيبه في 20 مايو، وبعد ذلك أجرت منطقة القيادة القتالية الشرقية لجيش التحرير الشعبي مناورات عسكرية مشتركة حول تايوان في الفترة، من 23 إلى 24 مايو، شملت القوات البرية والبحرية والجوية والقوات الصاروخية، لاختبار مستوى الاستعداد القتالي للقوات.
تعتبر «بكين» «الجزيرة» جزءًا لا يتجزأ من جمهورية الصين الشعبية، ويعتبر الالتزام بمبدأ «صين واحدة» شرطًا أساسيًا للدول الأخرى الراغبة في إقامة علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية أو الحفاظ عليها.
تلتزم الولايات المتحدة بمبدأ «صين واحدة» وعدم الاعتراف باستقلال تايوان، على الرغم من أنها تحافظ على اتصالات وثيقة مع «تايبيه» في مختلف المجالات وتزود «الجزيرة» بالأسلحة. وتصف «بكين» بانتظام قضية تايوان بأنها القضية الأكثر حساسية في علاقاتها مع «واشنطن».
تدهور الوضع حول تايوان بشكل كبير بعد أن قامت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك، بزيارة «الجزيرة» في أوائل أغسطس 2022.
أدانت الصين، التي تعتبر «الجزيرة» إحدى مقاطعاتها، زيارة «بيلوسي»، ورأت في هذه الخطوة دعمًا من الولايات المتحدة لانفصال تايوان، وأجرت مناورات عسكرية واسعة النطاق.
انقطعت العلاقات الرسمية بين الحكومة المركزية للصين وتايوان، في عام 1949، بعد أن انتقلت قوات «الكومينتانغ» بقيادة شيانغ كاي شيك، التي هُزمت في الحرب الأهلية مع الحزب «الشيوعي» الصيني، إلى تايوان.
استؤنفت الاتصالات التجارية وغير الرسمية بين «الجزيرة» والصين في أواخر الثمانينات. ومنذ أوائل التسعينيات، بدأ الطرفان في الاتصال من خلال المنظمات غير الحكومية، مثل جمعية «بكين» لتنمية العلاقات عبر مضيق تايوان ومؤسسة تايبيه للتبادل عبر المضيق.
دعت جمهورية الصين الشعبية الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا إلى احترام مبدأ «صين واحدة»، والتوقف عن إرسال الأسلحة إلى تايوان ودعم إعادة التوحيد السلمي «للجزيرة» مع البر الرئيسي.
ذكرت وزارة الدفاع الصينية أنه يتعين على الولايات المتحدة التوقف عن بيع الأسلحة لتايوان والتدخل في الشؤون الداخلية للصين.
وفقًا للوزارة، إن مبيعات الأسلحة الأمريكية لتايوان تنتهك بشكل خطير مبدأ صين واحدة والبيانات الصينية الأمريكية الثلاثة المشتركة، وهي تضر بشكل خطير بسيادة الصين وأمنها، وتهدد السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وترسل رسالة كاذبة إلى القوى الانفصالية المؤيدة لاستقلال تايوان.
يشار إلى أن تايوان تخضع للحكم بشكل مستقل عن البر الرئيسي للصين، منذ عام 1949، وتنظر «بكين» إلى «الجزيرة» على أنها مقاطعة تابعة لها، بينما تؤكد تايوان أنها دولة تتمتع بالحكم الذاتي، ولكنها لم تصل إلى حد إعلان الاستقلال.
تعارض «بكين» أي اتصالات رسمية للدول الأجنبية مع «تايبيه»، وتعتبر السيادة الصينية على الجزيرة أمرًا لا جدال فيه.