تقارير

تصاعد الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية مع تزايد عدد الاعتقالات والانتقادات لسلوك الشرطة العنيف

تتعرض الشرطة الأميركية لانتقادات حادة بسبب استخدامها للعنف في عمليات إخلاء الاحتجاجات في الجامعات الأميركية، حيث لجأت إدارات الجامعات والكليات إليها لإخلاء حرمها من الاحتجاجات المناهضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

تم اعتقال أكثر من 2200 محتج في الكليات والجامعات الأميركية منذ 18 أبريل، وتزايد عدد الموقوفين منذ اعتقال المحتجين الأوائل في جامعة كولومبيا قبل أسبوعين.

تظهر الاستجابة العنيفة للسلطات الأمنية الآن تحت المراقبة الشديدة بعد اعتقال مئات المحتجين منذ منتصف أبريل.

وانتقدت جماعات حقوق الإنسان رد فعل الشرطة المفرط على الاحتجاجات، حيث قام ضباط، يرتدون ملابس مكافحة الشغب، باقتحام الجامعات، وفي بعض الحالات، استخدموا الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لقمعهم.

اقرأ أيضا: تصاعد الاحتجاجات الطلابية في جامعة كاليفورنيا ضد السياسات الإسرائيلية

تسببت حملات القمع الواسعة ضد المتظاهرين في وقوع اشتباكات وتصادمات بين قوات الشرطة وبعض الطلبة المحتجين في الجامعات، مما أدى في بعض الحالات إلى تعديل أو إلغاء توقيت احتفالات التخرج، وتشديد الإجراءات الأمنية.

قامت قوات الشرطة في لوس أنجلوس، يوم الأحد، الخيام في جامعة جنوب كاليفورنيا بناءً على طلب من إدارة الجامعة، حيث بدأت العملية في الساعة الخامسة صباحاً تقريباً بالتوقيت المحلي (12:00 بتوقيت جرينتش).

وفقًا لوكالة «أسوشيتد برس»، ترك الطلاب الذين كانوا يحتجون على الحرب المستمرة في غزة مخيمهم في جامعة جنوب كاليفورنيا بعد تحاصرهم من قبل الشرطة وتحذيرهم من خطر الاعتقال في حال عدم المغادرة.

بعدما ألقت شرطة لوس أنجلوس القبض على 93 شخصًا في 24 أبريل، عاد الطلاب إلى الاعتصام في نهاية أبريل، وبقي الجو هادئًا في الحرم الجامعي منذ ذلك الحين، في حين اتجه الاهتمام نحو الاعتقالات في جامعة كاليفورنيا-لوس أنجلوس.

يدعو الطلاب وغيرهم من المحتجين الجامعات إلى قطع العلاقات المالية مع إسرائيل والضغط من أجل وقف إطلاق النار.

اعتقالات في جامعة فرجينيا

ألقت جامعة فرجينيا في شارلوتسفيل القبض على ما لا يقل عن 25 طالبًا وأزالت مخيم الاعتصام، وفقًا لبيان صدر عن الجامعة.

شهدت جامعة فرجينيا في شارلوتسفيل توترًا متزايدًا مرة أخرى، على الرغم من سلمية الاحتجاجات بشكل عام حتى صباح السبت. وظهر ضباط الشرطة وهم يرتدون معدات مكافحة الشغب ويدخلون موقع المخيم للمحتجين ويعتقلون بعضهم، مستخدمين رذاذ الفلفل لتفريقهم.

أوضحت جامعة فرجينيا في بيان أن المحتجين خالفوا عدة سياسات للجامعة بتنصيبهم للخيام مساء الجمعة واستخدامهم لمكبرات الصوت.

وذكرت شبكة ABC الأميركية أن شرطة الجامعة وشرطة مقاطعة شارلوتسفيل تعاونتا مع شرطة ولاية فرجينيا ومقاطعة ألبيمارل للمساعدة في تفريق الطلاب المحتجين.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن شرطة مكافحة الشغب بدأت بعملية إخلاء المخيم بعد ظهر السبت، حيث أجبرت الطلاب على السقوط على الأرض وسحبتهم من أذرعهم.

وقد استخدمت الشرطة الأربطة المضغوطة ورذاذ الفلفل، مما دفع المتظاهرين إلى الفرار وهم يمسكون أعينهم. وأكد متحدث باسم شرطة ولاية فرجينيا أنه تم استخدام رذاذ الفلفل فقط، ولم يتم استخدام الغاز المسيل للدموع كما أشارت بعض المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

في ساحة المخيم صباح السبت، تحدث رئيس قسم شرطة الجامعة، تيم لونجو، إلى المحتجين عبر مكبر الصوت، حيث طلب منهم إزالة الخيام. قال: “أنتم حريصون على البقاء في الموقع، لكن يجب أن تنزلوا الخيام”. ورد الطلاب بأن “المطر مستمر”.

ووفقًا لما ذكرته الصحيفة، كان المخيم تجمعًا متواضعًا وسلميًا للمحتجين من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة. حيث كان عدد قليل من الطلاب يستعدون للامتحانات، ويشتركون في تقاسم الطعام وتنظيم وقفات احتجاجية.

فض احتجاج معهد شيكاغو

ألقت الشرطة القبض على 50 شخصاً، بمن فيهم طلاب، في معهد شيكاغو للفنون يوم السبت، بتهمة “التعدي على الممتلكات”، بعد احتجاج في الحديقة الشمالية للمتحف الملحق بالمعهد.

وأفاد المتحدث باسم المتحف في بيان نقلته شبكة ABC أنه بدأت مجموعة من الأفراد، بما في ذلك بعض طلاب المعهد، احتجاجاً في الحديقة الشمالية للمتحف، ومع تقدمها، حاصر المتظاهرون ضابط أمن ودفعوه وأخذوا مفاتيح المتحف، وأغلقوا مخارج الطوارئ، وأقاموا حواجز على البوابات.

وأضاف المتحدث أنه تم عرض موقع بديل على المحتجين لمواصلة الاحتجاج في الحرم الجامعي، مع وعد بالعفو عن العقوبات الأكاديمية وتهم التعدي على ممتلكات الآخرين إذا وافقوا على الانتقال، ولكنهم لم يقبلوا العرض بعد 5 ساعات من التفاوض.

وأفاد المتحدث أن إدارة شرطة شيكاغو ساعدت في إنهاء الاحتجاجات واعتقال المحتجين.

اقرأ أيضا: حفل تخرج في جامعة ميشيغان يتحول إلى مظاهرة ضد إسرائيل

مقاطعة في جامعة ميشيغان

لم يشهد تخرج الطلاب في جامعات أخرى تطورًا يذكر في المواجهات، بينما قاطع معارضون للحرب الإسرائيلية على غزة احتفال التخرج في جامعة ميشيجان.

ظهر عشرات الطلاب في مقاطع فيديو تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية وقبعات التخرج، ويلوحون بالأعلام الفلسطينية أثناء مسيرتهم في الممر الأوسط لاستاد ميشيجان.

استمر الحفل كما هو مخطط له، ورافقت شرطة الحرم الجامعي المتظاهرين إلى الجزء الخلفي من الاستاد، دون أن يتم إلقاء القبض على أي شخص، وفقًا لتصريح كولين ماستوني، المتحدثة باسم الجامعة.

وجامعة ميشيجان واحدة من جامعات عديدة غيرت بروتوكولاتها الأمنية لحفلات التخرج.

ذكرت الجامعة لوكالة «رويترز» الأسبوع الماضي أنها قامت بتدريب متطوعين من الموظفين على كيفية التصرف في حالات الاضطرابات، وهو تغيير عن المهام الروتينية التي تشمل إرشاد الضيوف حول الحرم الجامعي.

وفي جامعات أخرى، قاطع بعض المحتجين مراسم التخرج، على الرغم من أن الاحتجاجات كانت في الغالب سلمية. وتتخذ الجامعات إجراءات احترازية إضافية، فقد أعلن رئيس جامعة فيرمونت سوريش جاريميلا أن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد لن تلقي خطاب افتتاح الحفل.

وأعلنت جامعة كاليفورنيا-لوس أنجلوس أن الدراسة ستستأنف بشكل كامل يوم الاثنين، مع تقديم الفصول الدراسية عن بُعد خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأشارت الجامعة إلى استمرار تمركز قوات إنفاذ القانون حول الحرم الجامعي لتعزيز السلامة.

تعليق دراسة طلاب بجامعة أريزونا

وأوردت شبكة «فوكس نيوز » أن قاضياً في ولاية أريزونا رفض طلباً كان من شأنه رفع تعليق دراسة 20 طالباً في جامعة أريزونا، كانوا قد اعتقلوا الأسبوع الماضي وسط احتجاجات مناهضة لإسرائيل.

وأوضحت الشبكة أن المحكمة الجزئية الأميركية لمقاطعة أريزونا رفضت طلب طلاب جامعة ولاية أريزونا برفع تعليق دراستهم الجامعية.

وكان الطلاب المتضررون قد أقاموا دعوى قضائية ضد مجلس أمناء ولاية أريزونا، الثلاثاء، زاعمين أن تعليقهم من جامعة ولاية أريزونا يسبب “ضرراً لا يمكن إصلاحه”، بسبب عدم قدرتهم على التسجيل في الفصول الدراسية.

كما قال الطلاب، إن عمليات التعليق تنتهك حقوقهم في التعديل الأول من الدستور الأميركي.

وفي قرار من القاضي جون توتشي، تقرر أن الطلاب لم يقدموا دلائل كافية على انتهاك حقوقهم المنصوص عليها في التعديل الأول، وأنه لا توجد أدلة كافية على أن تعليق الجامعة للطلاب يسبب “ضرراً لا يمكن إصلاحه”. كما لم تقدم التهم المتعلقة بالتعدي على ممتلكات الغير إلى المحكمة في هذه الدعوى.

وفي 26 أبريل، تم اعتقال ما يقرب من 72 شخصاً خلال الاحتجاجات في جامعة ولاية أريزونا. وطالب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بإسقاط أي تهم ضد الطلبة واستمرار الاحتجاجات بعد الاعتقالات.

ويستمر طلاب الجامعات في الولايات المتحدة في التظاهر أو إقامة خيم احتجاجية في العديد من الجامعات، احتجاجاً على الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أشهر، ومطالبين الرئيس جو بايدن، الذي يدعم إسرائيل، بالعمل بجدية لوقف العنف هناك.

ويطالبون أيضاً جامعاتهم بسحب استثماراتها من الشركات التي تدعم الحكومة الإسرائيلية، مثل شركات توريد الأسلحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى