تراجع أسعار الذهب وتأثير السياسات النقدية والتضخم على السوق العالمية
انخفض سعر الذهب في التداولات العالمية بنسبة 5.7 في المئة، أو حوالي 140 دولارًا للأونصة، منذ تسجيل القمة التاريخية للأوقية عند 2431.29 دولار في أبريل الماضي، وذلك نتيجة لموجات التوتر في الشرق الأوسط وزيادة المشتريات من البنوك المركزية. وأغلق الذهب تداولات الأسبوع الماضي عند 2302 دولار للأونصة.
ومن بين أسباب الانخفاض البارزة التي شهدتها أسعار الذهب خلال الأسبوعين الماضيين، يأتي غياب المخاوف المتعلقة بالمخاطر الجيوسياسية وإعادة التقييم بخصوص مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية، خاصة بعد صدور بيانات التضخم الأعلى من المتوقع للاقتصاد الأمريكي، مما أدى إلى ضعف الذهب.
اقرأ أيضًا: هبوط أسعار الذهب فى مصر اليوم
حذر البنك الفيدرالي الأمريكي في الاجتماع الأخير الأربعاء الماضي، من عدم وجود مبرر كافٍ لخفض أسعار الفائدة بسبب التضخم الثابت، ولكنه أيضًا أكد عدم نية رفع الفائدة بشكل إضافي.
وأشار البنك الفيدرالي إلى استمرار تفضيله لتخفيض أسعار الفائدة في المستقبل، ولكنه حذر من القراءات الأخيرة للتضخم التي لم تكن مرضية والتي قد تؤجل القرار بشأن تخفيض الفائدة لبعض الوقت.
وتبقى ارتفاع أسعار الفائدة على المدى الطويل سلبيًا بالنسبة للذهب، حيث يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في المعدن النفيس، خاصة مع تراجع التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مما يضعف الطلب على الذهب كملجأ آمن ويجعله عرضة لتقلبات أسعار الفائدة.
اقرأ أيضًا: تراجع سعر الذهب: تحليل يومي للأسعار وتوقعات السوق
ومن جانب آخر، شهد الدولار الأمريكي تعافيًا خلال تداولات الجمعة الماضية، حيث سجل أدنى مستوى له منذ 3 أسابيع، بسبب تغير توقعات الأسواق التي كانت تتوقع رفع أسعار الفائدة، ولكن تصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول كانت على خلاف ذلك، مما أثر سلبًا على مستويات الدولار الأمريكي.
ومن ناحية أخرى، يحظى الذهب بالدعم المستمر من الطلب المتزايد عليه من قبل البنوك المركزية العالمية، حيث قامت هذه البنوك بعمليات شراء صافية بلغت 16 طنًا من الذهب خلال شهر مارس الماضي وفقًا لمجلس الذهب العالمي.
وكانت البنوك المركزية للأسواق الناشئة هي المشترين الرئيسيين، حيث قام البنك المركزي التركي بشراء أكبر كمية من الذهب خلال شهر مارس بلغت 14 طنًا، تليه البنك المركزي الهندي والبنك المركزي الصيني بشراء 5 طن لكل منهما.