
كتبت: شروق محمد
لم يقتصر عام 2025 على القرارات السياسية والخطابات الصلبة، بل شهد أيضاً لحظات إنسانية ومشاهد غير محسوبة كسرت القوالب الدبلوماسية التقليدية، وكشفت وجوهاً أخرى للسلطة في زمن التحولات الكبرى.
عدسات الكاميرات لم تلتقط فقط لحظات الحسم، بل سجلت مصافحات باردة، توترات شخصية، وإيماءات عفوية تحولت إلى مادة دسمة للنقاش السياسي والإعلامي عالمياً.
عودة دونالد ترامب (يناير 2025)
أدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليمين الدستورية لولاية ثانية، في مراسم أعادت إلى الواجهة شعار “أمريكا أولاً” بنبرة أكثر حدة. اللقطة كانت إعلاناً عن نهاية مرحلة الدبلوماسية المرنة، وبداية عصر الصفقات المباشرة والضغط العلني حتى على الحلفاء، وهو ما انعكس لاحقًا في علاقات واشنطن مع أوروبا وحلف الناتو.
ترامب وسانشيز.. مصافحة بلا دفء
مصافحة قصيرة ومتوترة جمعت ترامب برئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على هامش قمة دولية، بدت خالية من المجاملات المعتادة. قرأ المراقبون اللقطة باعتبارها مؤشرًا على تباين عميق في الرؤى، خاصة بشأن الإنفاق الدفاعي، الحرب في أوكرانيا، وقضايا الشرق الأوسط. المصافحة تحولت إلى رمز بصري لتراجع “الدفء الأطلسي” وصعود لغة المصالح الصريحة.
الصفعة التي هزت الإليزيه
تداول واسع لمقطع يظهر السيدة بريجيت ماكرون وهي تصفع زوجها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال جدال عابر التقطته الكاميرات. رغم طابعها الشخصي، تحولت الواقعة إلى حدث سياسي-إعلامي، أعاد الجدل حول صورة السلطة، وضغط الحياة العامة على القادة، وكيف باتت الخصوصية شبه معدومة في عصر الكاميرا الدائمة.
توقيع الهدنة في القاهرة 2025
في أغسطس 2025، احتضنت العاصمة المصرية القاهرة مراسم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، بعد أسابيع من مفاوضات مكثفة وغير معلنة. جلس ممثلو الأطراف المعنية حول طاولة واحدة، برعاية مصرية مباشرة، وبمشاركة فاعلة من قطر، وبدعم سياسي إقليمي ودولي حذر.
لم يكن توقيع الهدنة مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار، بل عكس تحولاً في ميزان إدارة الصراع، حيث برزت القاهرة كـ«ضامن أساسي للاستقرار»، وكرست المعادلة الجديدة التي تضع الحلول الإقليمية في صدارة المشهد، بدل الاعتماد الحصري على المبادرات الغربية. كما فتحت الهدنة الباب أمام مسار سياسي جديد، يشمل ترتيبات إنسانية وإعمارية طويلة الأمد داخل القطاع.
يمكن القول إن ألبـوم صور 2025 هو ألبوم “إعادة التموضع”. فتكشف أن العالم دخل مرحلة السيولة السياسية؛ لا حلفاء دائمون ولا خصوم ثابتون، بل مصالح متغيرة تدار بعقلية القوة.


