تقاريرفن

تامبا تحتضن مهرجان فلوريدا للسينما العربية وتحتفي بإرث يوسف شاهين

كتبت: هدير البحيري

أعلن مهرجان فلوريدا للسينما العربية عن إطلاق دورته الأولى، ليصبح بذلك أول مهرجان سينمائي عربي يقام في مدينة تامبا بولاية فلوريدا، جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن المقرر أن تنطلق فعاليات المهرجان خلال الفترة من 30 يناير إلى 1 فبراير، بالشراكة مع ” Tampa Bay Film Circle” وسينما ” NCG”، في خطوة تهدف لدعم السينما العربية المستقلة وتعزيز حضورها لدى الجمهور الأمريكي.

وقال مدير مهرجان فلوريدا للسينما العربية، شادي مكاري، في حوار خاص لـ”داي نيوز” إن الهدف من إقامة هذا المهرجان هو تقديم أعمال تحمل رسالة واضحة، تبرز تجارب وقضايا إنسانية وتسلط الضوء على صناع الأفلام العرب وإبداعهم.

شادي مكاري، مدير مهرجان فلوريدا للسينما العربية
شادي مكاري، مدير مهرجان فلوريدا للسينما العربية

وأوضح مكاري أن السينما العربية بدأت تفرض حضورها في المهرجانات العالمية مثل كان والبندقية وتورونتو، وحتى على مستوى جوائز الأوسكار.

وأشار مكاري إلى أن الفنانين العرب في هوليوود واجهوا لفترة طويلة قيودًا على أدوارهم وغالبًا ما قدمت صورة مشوهة عنهم، مثل الشرير أو الإرهابي، ما يجعل المهرجان فرصة لتعريف الجمهور الغربي بالسينما العربية الحقيقية.

وكشف مكاري أن مهرجان فلوريدا للسينما العربية سيكون الأول من نوعه في الولاية والمناطق المحيطة بها، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تحتضن حاليًا مهرجانين أو ثلاثة مهرجانات عربية فقط في ولايات مثل كاليفورنيا ونيويورك، ما يجعل تجربة فلوريدا فريدة ومميزة.

وأعرب عن أمله في أن يتحول المهرجان إلى حدث سنوي يعزز حضور السينما العربية في فلوريدا”.

وكشف مكاري أن علاقته بالسينما بدأت منذ سنوات طويلة، مؤكدًا أن شغفه بالمجال الفني سبق انتقاله إلى الولايات المتحدة.

وأوضح أنه عمل في مجال السينما والترفيه منذ فترة إقامته في دبي، حيث شارك في مهرجان دبي السينمائي الدولي.

وأشار مكاري إلى أنه انتقل للإقامة في مدينة تامبا بولاية فلوريدا عام 2013، وبعدها واصل نشاطه في مجالي إدارة الفعاليات والإنتاج الفني، محافظًا على ارتباطه بالسينما، التي وصفها بأنها “شغف قديم ومتجذر”.

وتابع قائلًا: “على مدار أكثر من 10 سنوات في فلوريدا، لم أشهد وجود أي فعالية حقيقية تركز على السينما، وبالتحديد السينما العربية، رغم كثرة الحفلات والفعاليات الفنية بمختلف أشكاله”.

وأوضح مكاري أنه بدأ تدريجيًا في عرض أفلام عربية داخل ولاية فلوريدا، مع التركيز على السينما المستقلة، مثل فيلمي “صوت هند رجب” و”فلسطين 36″، في ظل غياب شركات كبرى تتولى توزيع الأفلام العربية التجارية في الولاية.

وأضاف أن التجربة انطلقت بعرض فيلم واحد في كل مرة، من بينها فيلم “1982” للمخرج اللبناني وليد مونس، وبطولة الفنانة اللبنانية نادين لبكي، مع تنظيم جلسة نقاش مفتوحة مع الجمهور عقب العرض.

وقال مكاري: “من هنا جاءت فكرة مهرجان السينما. بدل الاكتفاء بعرض فيلم أو فيلمين، قررنا خوض التجربة كاملة وتنظيم مهرجان متكامل”.

وأشار إلى أن فلوريدا تضم جالية عربية كبيرة لكنها تفتقر إلى الفعاليات الفنية، مؤكدًا أن نجاح عروض فنانين مثل ويجز وكايروكي، بالإضافة إلى العروض الكوميدية العربية أظهرت وجود جمهور متعطش لمثل هذه الفعاليات في تامبا.

وعن سبب اختيار فلوريدا لاستضافة المهرجان، أوضح مكاري أن الأمر ببساطة يعود إلى أنه يقيم هناك، لافتًا إلى أن خبرته الطويلة في تنظيم الفعاليات وامتلاكه لشركة إنتاج وترويج فني جعلت الجمهور معتادًا على أفكاره الجديدة، ما شجعه على إطلاق المهرجان العربي الأول في الولاية.

وأعلن مكاري أن المخرج المصري العالمي الراحل يوسف شاهين، أحد أبرز رواد السينما العربية، سيتم تكريمه في الدورة الأولى من مهرجان فلوريدا للسينما العربية، موضحًا أن اختيار شاهين جاء طبيعيًا باعتباره رمزًا من رموز السينما المصرية وأحد أيقوناتها البارزة، ليس فقط كمخرج، بل كصانع أفلام متكامل، ومنتج، ومعلم للأجيال.

وأضاف مكاري أن للتكريم بعدًا شخصيًا أيضًا، باعتباره من الإسكندرية مثل شاهين، قائلًا: “كنت أفكر في أفضل طريقة لتكريم هذه القامة الفنية”.

وأشار إلى أن تجربة شاهين في السفر والدراسة في كاليفورنيا كانت مصدر إلهام له، مؤكدًا أن تكريمه في الدورة الأولى يعد لفتة مستحقة، باعتباره أحد أبرز أعلام السينما المصرية والعربية وأكثرهم تأثيرًا على المستوى الفني والثقافي.

أما عن الأفلام المشاركة في الدورة الأولى، فأكد مكاري أن فيلم الافتتاح سيكون “في عز الظهر” من بطولة الممثل المصري الكندي مينا مسعود، والذي سيعرض لأول مرة في الولايات المتحدة بعد عرضه سابقًا في مصر وعدد من الدول العربية.

وأوضح مكاري أن الفيلم يعد أول عمل سينمائي ناطق باللغة العربية لمينا مسعود، ويجمع بين الأكشن والكوميديا في قالب ممتع ومختلف، ما يجعله مناسبًا كافتتاحية للمهرجان، خصوصًا مع الشعبية الواسعة التي يحظى بها عقب نجاحه العالمي في فيلم “علاء الدين”.

وأضاف أن حضور مينا مسعود مع مخرج الفيلم مرقص عادل، وتنظيم جلسة نقاشية عقب العرض، يتيحان للجمهور التواصل مباشرة مع صناع العمل وفهم رؤيتهم الفنية، مشيرًا إلى أن الهدف هو تقديم عمل شبابي معاصر يمنح الفرصة للمواهب الجديدة.

وأضاف مكاري أن المهرجان يخطط لاستقدام فيلمين من لبنان، أحدهما من توقيع المخرج نهاد الشامي، إلى جانب فيلم آخر بعنوان “Born Stars”، لم تحسم مشاركته بعد. كما يجري العمل على اختيار فيلم مصري إضافي سيتم الإعلان عنه بعد تأكيد مشاركته رسميًا.

وأوضح أن هناك أعمالًا أخرى جارٍ العمل عليها حاليًا، لكن لم يكشف عن أسمائها بعد لتأكيد حقوق العرض.

وأكد مكاري أن الدورة الأولى للمهرجان تركز على الأعمال التي تنتجها صناع السينما العرب، مع شرط أساسي أن تكون الأفلام عربية الهوية واللغة، مع إعطاء الأولوية للأفلام المستقلة التي لم تحظ بتوزيع واسع، لإتاحة الفرصة للجمهور الأمريكي لمشاهدة أعمال فنية أصيلة ونادرة.

وأكد مكاري أن لجنة المهرجان، بإشراف الناقد السينمائي اللبناني إلياس دمر، تعمل على متابعة واختيار أفضل الأعمال التي تتناول قضايا إنسانية واجتماعية وسياسية، مع التركيز على الأحداث الواقعية والقصص الحقيقية، خاصة في فلسطين والدول العربية الأخرى.

وقال مكاري إن الدورة الأولى لن تتضمن جوائز تنافسية أو لجنة تحكيم لاختيار أفضل فيلم، وبدلًا من ذلك قرر المهرجان تقديم جوائز تكريمية.

وأضاف: “ومن بين المقترحات إطلاق جائزة يوسف شاهين للإبداع الفني، تكريمًا لإرثه السينمائي الكبير”.

وأشار مكاري إلى أنه سيتم أيضًا تكريم الممثل اللبناني القدير توني مهنا بجائزة عن مجمل أعماله ومسيرته الفنية، تقديرًا لإسهاماته البارزة في السينما اللبنانية والعربية.

وأوضح أن هذا التكريم يعد لفتة خاصة، لا سيما أن الفنان توني مهنا يقيم حاليًا في ولاية فلوريدا، ما يمنح المهرجان بعدًا إنسانيًا ومحليًا مميزًا.

وأكد مكاري أن المهرجان يهدف إلى تسليط الضوء على المواهب العربية الحقيقية وإبراز قدراتها الفنية، مشيرًا إلى أن العرب يمتلكون رؤية واضحة وقدرة على إنتاج أعمال سينمائية على مستوى عالمي.

واستشهد بنماذج بارزة، من بينها المخرج محمد دياب، الذي تعاون مع استوديوهات عالمية مثل مارفل وديزني، إلى جانب الممثل المصري الكندي مينا مسعود والفنان رامي مالك، للتأكيد على الحضور المتنامي للسينما العربية على الساحة الدولية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى