بكتيريا تتظاهر بالموت.. قادمة على متن سفن المريخ

في اكتشاف يثير المخاوف حول بروتوكولات التعقيم الفضائي وسلامة مهمات استكشاف الكواكب، أعلنت وكالة “ناسا” عن العثور على سلالة بكتيرية نادرة تمتلك قدرة فريدة على الدخول في حالة خمول عميقة تجعل رصدها وتنميتها أمراً شبه مستحيل. هذا الكشف يفتح الباب أمام احتمال مقلق بأن تكون ميكروبات مشابهة قد تسللت بالفعل إلى الفضاء الخارجي، وربما وصلت إلى كوكب المريخ، رغم تطبيق أكثر إجراءات التعقيم صرامة على الأرض.
البكتيريا المكتشفة حديثاً، والتي أطلق عليها اسم Tersicoccus phoenicis، ظهرت في قلب غرف التعقيم الخاصة بتجميع المركبات الفضائية في “ناسا” ووكالة الفضاء الأوروبية، وهي من أنظف البيئات على سطح الأرض والمصممة خصيصاً لمنع التلوث الميكروبي للكواكب الأخرى. ورغم أن هذه البكتيريا غير مؤذية، فإن قدرتها الفائقة على النجاة في أقسى الظروف أثارت قلق العلماء بعد تكرار ظهورها في منشأتين متباعدتين.
وقد كشفت الدراسة أن سر صمود هذه البكتيريا يكمن في قدرتها على الدخول في سبات شبه كامل، ما دفع الباحث مادان تيرومالاي للقول: “إنها لا تموت.. كانت فقط تتظاهر بالموت”. وتبين أن البكتيريا تحمل جيناً يسمح لها بإعادة تنشيط نفسها عند توفر ظروف محددة، مما يفسر قدرتها على البقاء مختبئة لفترات طويلة في بيئات جافة ومعقمة تماماً.
ويشكل ظهور هذه البكتيريا “الشبحية” تهديداً مباشراً لبرامج حماية الكواكب، إذ يرجح احتمال أن تكون ميكروبات مشابهة قد نجحت في شق طريقها إلى مركبات فضائية انطلقت بالفعل إلى المريخ. كما أن هذا التحدي لا يقتصر على الفضاء، بل يمتد إلى قطاعات حيوية أخرى تعتمد على التعقيم كالصناعات الدوائية والمستشفيات، حيث يمكن للميكروبات “النائمة” أن تفلت من الفحوصات التقليدية. وفي حين يرى العلماء أن احتمال نجاة هذه البكتيريا في الفضاء ضعيف ولكنه غير مستبعد، يبقى التركيز حالياً على تطوير تقنيات جديدة للبحث عن هذه الميكروبات الخاملة وتشديد الرقابة على غرف تصنيع المركبات.



