ترامب يضع حدًا لنزيف السودان.. خطة ثلاثية لوقف إطلاق النار بمقترح أمريكي

قدم مسعد بولس، مبعوث دونالد ترامب إلى إفريقيا، اليوم الإثنين، خارطة طريق لوضع حد لمعاناة الشعب السوداني. ويُشكل المقترح خارطة طريق متكاملة، وقد كشفت عنها مصادر إعلامية عربية.
وترتكز على ثلاثة مسارات رئيسية متوازية لإنهاء الأزمة المستمرة. وتتضمن هذه المسارات مسار عسكري لتثبيت وقف إطلاق النار وفصل القوات، ومسار إنساني لضمان وصول المساعدات الضرورية، وأخيراً، مسار سياسي يهدف إلى استئناف العملية الانتقالية نحو الحكم المدني بدون تدخل من جماعات الإخوان.
وتتضمن الخارطة تشكيل لجنة دولية للإشراف على وقف إطلاق النار وآليات المراقبة على الأرض لضمان تأمين المسارات الإنسانية وحماية المدنيين لضمان العودة الآمنة.
أما المسار السياسي، فقد نص المقترح على عملية سياسية نظيفة خالية من عناصر النظام القديم والإسلاميين، حيث تنطلق مناقشة قضايا الانتقال ودعم المسار الإنساني، بعد الموافقة على الهدنة من جانب الجيش والدعم السريع لإطلاق عملية إنهاء الحرب بشكل كامل.
وكانت واحدة من النقاط المفصلية في المقترح الأمريكي، وجود الإخوان بشكل طاغي ومتحكم عسكريًا في البلاد. فقد جاء بشكل واشح في المقترح إقصاء الإخوان بشكل نهائي من الجيش السوداني والأجهزة الأمنية وذلك لضمان إصلاح عسكري كامل وشامل، كذلك إعادة هيكلة تتضمن عمليات دمج المجموعات المسلحة وتفكيك المجموعات المتطرفة، التي تقاتل بجانب الطرفين.
لينتهي الإتفاق إلى جيش موحد ومهني ومؤسسات أمنية خاضعة للسلطة المدنية الوليدة من العملية السياسية النزيهة.
ولم تكن هذه المبادرة الأولى من مبعوث ترامب، فقد كانت هناك مبادرة في 25 نوفمبر الماضي. وكانت نتيجتها العودة بخفي حنين، لأن طرفي النزاع في السودان لم يتفقا على مقترح وقف إطلاق النار، حيث وجهت واشنطن دعوة عاجلة إلى طرفي النزاع في السودان، لحثهما على قبول خطة أميركية لوقف إطلاق النار، مشترطة أن يتم القبول “دون شروط مسبقة”.
وأكدت الولايات المتحدة أن الهدنة الحالية تمثل خطوة “ضرورية لإنقاذ الأرواح” وتُعد نقطة انطلاق حاسمة نحو إرساء حوار مستدام. وشددت على أن الهدف النهائي من هذا الترتيب العسكري هو تهيئة الظروف لاستئناف المسار السياسي المؤدي إلى الانتقال إلى حكم مدني في البلاد.


