أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن إدخال تعديلات جذرية على قوانين اللعب، ستُطبق لأول مرة في بطولة كأس العرب للمنتخبات التي تستضيفها الدوحة بقطر من 1 إلى 18 ديسمبر 2025.
تشارك في المنافسة 16 منتخباً عربياً، يتنافسون على اللقب في إطار تجربة مبتكرة تهدف إلى رفع مستوى الإثارة وتقليل التوقفات غير الضرورية، مما يعزز جودة التجربة التنافسية للاعبين والمشاهدين على حد سواء.
كشف بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة الحكام في فيفا، في تصريحات تلفزيونية، أن الاتحاد يواصل تقييم جميع المقترحات التي تساهم في تحسين اللعب، مشدداً على أن هذه البطولة ستكون منصة لاختبار عدة قوانين جديدة لأول مرة في تاريخ “الساحرة المستديرة”.
وأوضح كولينا أن الهدف الرئيسي هو تسريع إيقاع المباريات وزيادة التركيز على الفعل الرياضي، مع الحفاظ على الروح التنافسية العادلة.
أبرز التعديلات الجديدة
بناءً على قرارات مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) في اجتماعه الـ139 بتاريخ 1 مارس 2025، ستُطبق القوانين التالية في كأس العرب، بعد نجاح تجاربها في بطولة كأس العالم للأندية 2025:
– قانون تأخر حارس المرمى (القانون 12.2): يُمنح الحارس الآن 8 ثوانٍ بدلاً من 6 ثوانٍ السابقة للاعتقال بالكرة داخل منطقة الجزاء، مع زيادة المدة لإعطاء فرصة أفضل لإعادة تنظيم الدفاع.
إذا تجاوز الحارس هذه المدة دون مبرر، يُمنح الفريق المهاجم ركلة ركنية مباشرة بدلاً من الركلة الحرة غير المباشرة داخل المنطقة، مما يُعتبر عقوبة أشد لردع التأخير.
سيستخدم الحكم إشارة بصرية مرئية للعد التنازلي لآخر 5 ثوانٍ برفع يده، ليكون الأمر واضحاً للاعبين والجماهير. أكد كولينا أن هذا التعديل ليس لمعاقبة الحراس، بل لمنع التوقفات الطويلة التي كانت تصل إلى 20 ثانية في بعض الدوريات الكبرى، مشيراً إلى أنه في تجارب كأس العالم للأندية، تم تطبيقه مرتين فقط، مما أدى إلى احترام اللاعبين للقانون دون الحاجة إلى عقوبات متكررة.
– كاميرات التحكيم (Ref Cams): لأول مرة، سيُرتدي الحكام كاميرات صغيرة مثبتة على الجسم لتوفير زاوية رؤية فريدة للمشاهدين عبر البث التلفزيوني، مما يعزز “السرد القصصي” للمباراة ويوضح قرارات الحكم.
هذه الكاميرات ليست لاستخدام VAR، بل للترفيه والتعليم، وقد أثبتت نجاحها في كأس العالم للأندية بتعليقات إيجابية من الجماهير.
– تحسينات تقنية الفيديو المساعد (VAR) ونظام الـSAOT: سيتم عرض الريبلايات المستخدمة في VAR على شاشات الملعب للجماهير الحاضرة، مع شرح الحكم لأسباب القرارات.
كما يطبق نظام الـSemi-Automated Offside Technology (SAOT) المحسن، الذي يعتمد على 16 كاميرا تتبع وذكاء اصطناعي داخل الكرة، لتحديد التسلل في ثوانٍ مع دقة تصل إلى 10 سم، مما يقلل من التوقفات غير الضرورية.
– قوانين إضافية للركلات الحرة والعقوبات: في حالة لمس الكرة مرتين عن قصد أثناء ركلة الجزاء، تُلغى الركلة؛ أما إذا كانت عرضية، تُعاد. كذلك، يُسمح للكابتن فقط بالاقتراب من الحكم للنقاش، لتقليل التوترات.
السياق والتأثير المتوقع
جاءت هذه التعديلات بعد تجارب ناجحة في بطولات فيفا السابقة، مثل كأس العالم للأندية 2025 التي شملت 63 مباراة، حيث أدت إلى تقليل الوقت الضائع بنسبة كبيرة وزيادة الإثارة.
كولينا أكد أن كأس العرب ستكون “فرصة مثالية” لاختبار هذه القوانين في بطولة إقليمية حيوية، مع مشاركة 117 حكماً من 41 اتحاداً دولياً.
المنتخبات المشاركة، بما في ذلك مصر والسعودية والمغرب، ستحتاج إلى تدريب حراسها على الالتزام الجديد لتجنب فقدان نقاط حاسمة.
يتوقع أن تغير هذه القرارات وجه كرة القدم، خاصة في اللحظات الحاسمة، حيث أصبحت الركلة الركنية فرصة هجومية مباشرة بدلاً من مجرد توقف.
ومع اقتراب البطولة بعد أيام قليلة، يترقب الجماهير كيف ستؤثر هذه الثورة على المنافسات العربية.
