قد تحصل اللوحات الجدارية الرومانية القديمة في مدينة بومبي على حياة جديدة بفضل روبوت ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لإعادة تجميع الشظايا المتناثرة. صُمم هذا النظام لدعم علماء الآثار في إحدى أكثر مهامهم تحديًا: ترميم القطع الأثرية المتشظية.
ويجمع مشروع “RePAIR”، الممول من الاتحاد الأوروبي، بين تقنيات التعرف على الصور، وحل الألغاز عبر الذكاء الاصطناعي، وأيدٍ روبوتية فائقة الدقة لتسريع عمليات الترميم التي غالبًا ما تكون بطيئة ومعقدة. أُطلق المشروع عام 2021 بتنسيق جامعة كا فوسكاري في البندقية، وتم عرضه في موقع بومبي الأثري، مستخدمًا كحقل تجارب للفرق البحثية الدولية.
يستخدم الروبوت ذراعين مزودتين بأيدٍ مرنة وأجهزة استشعار بصرية لتحديد الشظايا والتقاطها وتجميعها دون الإضرار بأسطح اللوحات الحساسة. وتركز الباحثون على اللوحات المحفوظة في مخازن بومبي، بما في ذلك لوحتان كبيرتان للسقف تضررتا خلال الثوران البركاني ثم دُمرت جزئيًا أثناء الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى لوحات من بيت المصارعين الذي انهار عام 2010.
في مرحلة الاختبار، تم إنشاء نسخ متماثلة من القطع لتجنب تلف النسخ الأصلية، بينما عمل خبراء الذكاء الاصطناعي على تطوير خوارزميات مطابقة الألوان والأنماط لإعادة بناء اللوحات، مع تحديات إضافية مثل القطع المفقودة وعدم وجود صورة مرجعية نهائية.
وصف مارسيلو بيليلو، أستاذ جامعة البندقية المشروع بأنه يشبه حل عدة أحاجي معقدة في الوقت نفسه، موضحًا صعوبة المهمة وتعقيدها على المستوى البصري واللوجستي. ويأمل الباحثون أن تحدث هذه التقنية تحولًا في ممارسات ترميم الآثار حول العالم، مع إمكانية استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي في مواقع أثرية متعددة مستقبلًا.
