تقرير أممي: كارثة جوع تضرب العالم العربي… أسوأ أرقام منذ 20 عاماً

كشف تقرير أممي صادم صدر اليوم النقاب عن وصول مستويات الجوع وانعدام الأمن الغذائي في الدول العربية إلى أعلى معدلاتها منذ أكثر من عقدين، في مؤشر خطير على تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
أرقام مفزعة تعكس المأساة
وفقاً للتقرير الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالتعاون مع خمس منظمات أممية أخرى، يعاني نحو 77.5 مليون شخص في الدول العربية – أي ما يعادل 15.8% من إجمالي السكان – من الجوع خلال عام 2024. وتصبح الصورة أكثر قتامة عند النظر إلى انعدام الأمن الغذائي بدرجاته المختلفة، حيث يواجه 198 مليون شخص – أربعة من كل عشرة عرب – انعداماً متوسطاً أو حاداً في الأمن الغذائي.
النزاعات تفتك بالأمن الغذائي
يسلط التقرير الضوء على النزاعات كأحد أهم مسببات الجوع في المنطقة، حيث تجلت هذه الحقيقة بوضوح في غزة التي أعلن رسمياً عن حدوث المجاعة فيها في أغسطس 2025، في واحدة من أخطر الكوارث الإنسانية التي شهدتها المنطقة. كما أدى العنف المستمر في السودان واليمن إلى نزوح الملايين وتعطيل الدورات الزراعية وقطع الطرق التجارية.
عوامل مترابطة تزيد الأزمة تعقيداً
لا تقتصر الأزمة على النزاعات فحسب، بل تمتد لتشمل تباطؤ الاقتصاد وارتفاع أسعار الغذاء والوقود وتراجع قيمة العملات وتزايد أعباء الديون. وتتفاقم هذه المشكلات بسبب تغير المناخ، حيث تتعرض المنطقة – الأكثر شحاً في المياه عالمياً – لموجات جفاف متكررة وارتفاع شديد في درجات الحرارة.
عبء ثلاثي لسوء التغذية
يكشف التقرير عن معاناة المنطقة من عبء ثلاثي لسوء التغذية يتمثل في:
· تقزم الأطفال الذي يؤثر على 20% من الأطفال دون سن الخامسة
· الهزال الذي يؤثر على 6.5% من الأطفال
· السمنة التي تصل إلى 32% بين البالغين
تكلفة باهظة للغذاء الصحي
من النتائج المثيرة للقلق ارتفاع تكلفة النمط الغذائي الصحي في المنطقة إلى 4.26 دولار يومياً للفرد، بزيادة 40% مقارنة بعام 2019، مما جعل الغذاء المغذي بعيداً عن متناول 186 مليون عربي.
نداء عاجل للعمل
يدعو التقرير الحكومات والمنظمات الإقليمية والشركاء الدوليين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومنسقة، مؤكداً أن نافذة العمل تضيق شيئاً فشيئاً، وأن تحقيق التقدم يتطلب جهوداً جماعية ومستدامة لضمان حصول جميع سكان المنطقة على غذاء كافٍ وآمن ومغذٍ وبأسعار معقولة.



