أخبار دولية

أمريكا تصنف كارتل الشمس منظمة إرهابية وتُصعّد عسكريًا ضد مادورو في فنزويلا

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأحد، أنها ستدرج رسميًا جماعة “كارتل دي لوس سولس” (كارتل الشمس) – التي تتهم واشنطن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بقيادتها – ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية اعتبارًا من 24 نوفمبر الجاري، في خطوة وصفت بأنها الأكثر تصعيدًا حتى الآن في حملة الضغط على نظام كاراكاس.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في تغريدة أن الكارتل، بقيادة “نيكولاس مادورو غير الشرعي”، أفسد مؤسسات الدولة الفنزويلية، وارتكب أعمال عنف إرهابية بالتعاون مع منظمات إرهابية أجنبية أخرى مصنفة، كما يتحمل مسؤولية تهريب كميات هائلة من المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا. وأضاف روبيو أن “لا مادورو ولا أعوانه يمثلون الحكومة الشرعية لفنزويلا”.

 الانتشار العسكري الأضخم منذ عقود

تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع حشد عسكري أمريكي غير مسبوق في منطقة الكاريبي:

– وصول حاملة الطائرات الأضخم عالميًا USS Gerald R. Ford إلى الكاريبي، ليصل إجمالي القوات الأمريكية في المنطقة إلى نحو 15 ألف جندي.

– تنفيذ ضربات جوية وبحرية قاتلة منذ أغسطس الماضي ضد قوارب يُزعم أنها تهرّب المخدرات.

– رفع مكافأة الاعتقال على مادورو إلى 50 مليون دولار (ضعف المكافأة التي كانت معروضة سابقًا على أسامة بن لادن).

يعد هذا أكبر انتشار بحري أمريكي في المنطقة منذ غزو بنما عام 1989.

 رسائل متناقضة من ترامب: حوار أم تدخل عسكري؟

في الوقت الذي احتفل فيه “الصقور” داخل الإدارة مثل روبيو وستيفن ميلر بالتصنيف الإرهابي، أثار الرئيس ترامب الارتباك بتصريحاته يوم الأحد:

– أكد أنه “لا يستبعد” إرسال قوات أمريكية بريًا إلى فنزويلا.

– ألمح إلى إمكانية إجراء محادثات مباشرة مع ممثلي مادورو، قائلًا: “قد نجري بعض المحادثات مع مادورو، وسنرى كيف ستسير الأمور. إنهم يرغبون في التحدث”.

– هدد بشن عمليات عسكرية داخل المكسيك إذا لم توقف كارتلات المخدرات هناك.

خلال الأشهر الأخيرة، كلف ترامب مبعوثه الخاص ريك غرينيل بزيارة كاراكاس عدة مرات لمناقشة ملفات ترحيل المهاجرين، والسجناء الأمريكيين، والموارد الطبيعية، لكن هذه القنوات يبدو أنها جمّدت مؤخرًا لصالح النهج المتشدد.

 هل “كارتل الشمس” موجود فعلًا؟

يشكك معظم خبراء فنزويلا في وجود الكارتل كتنظيم هرمي منظم مشابه لكارتلات المكسيك (مثل سينالوا أو خاليسكو الجيل الجديد).

يرى المحلل في مجموعة الأزمات الدولية فيل غونسون، المقيم في كاراكاس، أن الاسم مجرد “اختصار درامي ملائم” لوصف الطريقة التي يسمح بها مادورو لبعض كبار العسكريين باستغلال أنشطة غير مشروعة (تهريب الكوكايين والذهب والوقود) مقابل ضمان ولائهم، دون وجود هيكل تنظيمي مركزي يديره مادورو شخصيًا.

وأضاف غونسون أن تصنيف كيان “خيالي” كهذا يمثل خطوة تصعيدية إضافية في حملة تهدف أساسًا إلى إجبار مادورو على التنحي أو دفع الجيش للانقلاب عليه، تحت طائلة ضربات جوية محتملة.

مخاطر التصعيد المستمر

حذر المحللون من أن استمرار التصعيد دون نتيجة ملموسة منذ ثلاثة أشهر قد يُفسر على أنه “خدعة”، مما يقلل مصداقية التهديدات الأمريكية ويجعل مادورو أقل ميلًا للاستجابة.

وفي حال فشل الحملة، قد تضطر واشنطن إلى الانسحاب دون تحقيق أهدافها، مما يُضعف موقفها الإقليمي.

يبقى الوضع في فنزويلا تحت مراقبة دولية دقيقة، وسط مخاوف من تحول الضغط الاقتصادي والعسكري إلى مواجهة مباشرة، خاصة مع استمرار الأزمة الإنسانية والسياسية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى