منوعات

فيروس ماربورغ يضرب إثيوبيا: كل ما يجب معرفته عن هذا الوباء النزفي الخطير

أكدت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الإثيوبية تفشي فيروس ماربورغ في جنوب إثيوبيا، وهو الأول من نوعه في تاريخ البلاد، مع تسجيل 9 إصابات مؤكدة مخبرياً في منطقة جينكا بإقليم جنوب إثيوبيا (إقليم أومو سابقاً)، المتاخم لجنوب السودان.

وأفادت تقارير حديثة بوفاة 3 أشخاص على الأقل من المصابين، فيما يخضع 3 وفيات أخرى للتحقيق للتأكد من ارتباطها بالفيروس، مع عزل أكثر من 129 شخصاً من المخالطين للمراقبة.

وتقوم السلطات الإثيوبية، بدعم من منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض الأفريقي، بتكثيف الإجراءات لاحتواء الانتشار، من خلال فحص مجتمعي واسع، عزل الحالات، تتبع المخالطين، توعية عامة، وإرسال فرق متخصصة في مكافحة الحميات النزفية الفيروسية مع إمدادات طبية.

وأشادت المنظمة بالاستجابة السريعة والشفافة لإثيوبيا، محذرة في الوقت نفسه من خطر الانتشار عبر الحدود بسبب ضعف النظام الصحي في دول مجاورة مثل جنوب السودان.

 ما هو فيروس ماربورغ وكيف ينتشر؟

يعد فيروس ماربورغ من عائلة الفيروسات الخيطية (Filoviridae)، نفس عائلة فيروس إيبولا، ويسبب حمى نزفية شديدة العدوى وغالباً ما تكون قاتلة، حيث يتراوح معدل الوفيات بين 25% و88% حسب السلالة والرعاية المتاحة.

اكتشف الفيروس لأول مرة عام 1967 في مدينة ماربورغ الألمانية وبلغراد (صربيا آنذاك)، خلال تفشٍ متزامن في مختبرات أثناء أبحاث على قردة خضراء أفريقية مستوردة من أوغندا، أدى إلى إصابة 31 شخصاً ووفاة 7 منهم.

يوجد الفيروس بشكل طبيعي في خفافيش الفاكهة (خاصة النوع المصري Rousettus aegyptiacus)، وينتقل إلى البشر عادةً عبر التعرض المباشر لإفرازات هذه الخفافيش في الكهوف أو المناجم.

ثم ينتشر بين البشر من خلال الاتصال المباشر بسوائل الجسم (الدم، اللعاب، القيء، البراز، البول) للمصابين، أو الأسطح والمواد الملوثة مثل الملابس أو الملاءات. ويُعد العاملون الصحيون والأشخاص المشاركون في مراسم الدفن التقليدية الأكثر عرضة للإصابة.

فترة الحضانة تتراوح بين 2 و21 يوماً، وتبدأ الأعراض بحمى عالية مفاجئة، صداع شديد، إرهاق عام، وآلام عضلية. وبعد 3-5 أيام، يظهر طفح جلدي، غثيان، قيء، إسهال، وفي الحالات الشديدة نزيف داخلي وخارجي من الأنف واللثة والأعضاء التناسلية، مما يؤدي إلى فشل عضوي متعدد.

السلالة في إثيوبيا وتاريخ التفشيات السابقة

أظهر التحليل الجيني في المعهد الإثيوبي للصحة العامة أن السلالة المسببة للتفشي الحالي مشابهة لتلك التي ضربت دول شرق أفريقيا سابقاً، مثل تنزانيا (انتهى تفشيها في مارس 2025 بعد وفاة 10 أشخاص) ورواندا (انتهى في ديسمبر 2024 بعد 15 وفاة).

ويعد هذا التفشي استمراراً لسلسلة من الحميات النزفية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك حالات في غينيا الاستوائية وغانا وأنغولا.

هل يوجد علاج أو لقاح؟

حتى الآن، لا يوجد لقاح مرخص أو علاج محدد مضاد للفيروس، رغم وجود مرشحات واعدة في مراحل التجارب السريرية.

تعتمد النجاة على الرعاية الداعمة المبكرة، مثل الترطيب الوريدي أو الفموي، علاج الأعراض الفردية، ومنع العدوى الثانوية، مما يحسن فرص البقاء على قيد الحياة بشكل كبير.

يظل التركيز على الوقاية من خلال تجنب الاتصال بالخفافيش أو الكهوف الموبوءة، ارتداء معدات الحماية عند التعامل مع المصابين، وعزل الحالات فوراً.

وتحذر المنظمات الصحية من أن أي تأخير في الكشف قد يؤدي إلى انتشار واسع، خاصة في مناطق ذات حركة حدودية نشطة كما في جنوب إثيوبيا.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى