السل القاتل الصامت الأكبر بين الأمراض المعدية

أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرها السنوي يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025، مؤكدة أن مرض السل لا يزال يتربع على عرش الأمراض المعدية الأكثر فتكاً عالمياً، مسبباً وفاة حوالي 1.23 مليون شخص خلال العام الماضي.
وسجل التقرير انخفاضاً طفيفاً في الوفيات بنسبة 3% مقارنة بعام 2023، مع تراجع الإصابات الجديدة بنسبة 2%، ليبلغ إجمالي الحالات المسجلة 10.7 مليون إصابة في 2024، منها 5.8 مليون حالة بين الرجال، و3.7 مليون بين النساء، و1.2 مليون بين الأطفال.
وأكدت المنظمة أن السل مرض ينتقل عبر الرذاذ الهوائي الناتج عن سعال أو عطاس المصابين، وهو قابل للوقاية التامة والعلاج الناجح، لكن نقص التمويل يعرقل الجهود العالمية، حيث بلغ الإنفاق على مكافحته 5.9 مليار دولار فقط في العام الماضي، مقابل هدف سنوي يصل إلى 22 مليار دولار بحلول 2027.
وقالت تيريزا كاساييفا، مديرة برنامج مكافحة السل في المنظمة: “بدأت أعداد الإصابات والوفيات في الانخفاض أخيراً بعد الانتكاسات الناجمة عن جائحة كوفيد-19، لكن نقص التمويل يهدد بتبديد هذه الإنجازات الهشة”.
واستحوذت ثماني دول على ثلثي الإصابات العالمية، تصدرتها الهند بنسبة 25%، تليها إندونيسيا، الفلبين، الصين، باكستان، نيجيريا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبنغلاديش.
أما أبرز عوامل الخطر الخمسة فتشمل: سوء التغذية، الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، مرض السكري، التدخين، وإدمان الكحول.
وعلى صعيد التطوير العلمي، يجري حالياً اختبار 63 أداة تشخيصية جديدة، و29 عقاراً علاجياً، و18 لقاحاً تجريبياً على البشر، منها 6 في المرحلة الثالثة المتقدمة. ورغم استخدام لقاح “BCG” للأطفال منذ أكثر من قرن، لا يزال العالم يفتقر إلى لقاحات فعالة مخصصة للبالغين.
واعتبر المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن التقدم المحرز مشجع لكنه غير كافٍ، مشدداً على أن “استمرار وفاة أكثر من مليون شخص سنوياً بمرض يمكن الوقاية منه تماماً أمر غير مقبول على الإطلاق”.
من جانبه، أكد بيتر ساندز، المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة السل والإيدز والملاريا، أن التقنيات الحديثة مثل التشخيص المدعوم بالذكاء الاصطناعي والعلاجات الأقصر مدة والأكثر فعالية، ستغير قواعد اللعبة في مكافحة المرض، خاصة في الدول ذات الموارد المحدودة.



