إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن تخفيض الرسوم الجمركية على المنتجات الغذائية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025، عن إصدار أمر تنفيذي يهدف إلى خفض الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية الأساسية، بما في ذلك اللحوم البقرية، والبن، والطماطم، والموز.
يأتي هذا الإجراء كرد فعل على الضغوط المتزايدة من الناخبين الأمريكيين بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة، خاصة أسعار البقالة التي شهدت زيادة ملحوظة خلال الأشهر الأخيرة.
وفقاً للبيت الأبيض، يغطي الأمر التنفيذي إعفاءات من الرسوم التجارية على مئات المنتجات التي لا يمكن إنتاجها محلياً بكميات كافية لتلبية الطلب الداخلي، مثل الشاي الأسود والأخضر، وعصائر الفواكه، والكاكاو، والتوابل، والأفوكادو، والأناناس، والبرتقال، والجوز، والمكسرات، وجوز الهند، بالإضافة إلى بعض الأسمدة والفواكه الاستوائية الأخرى مثل المانجو والغوافا والليمون والفلفل.
ويطبق التخفيض بأثر رجعي ابتداءً من الساعة 12:01 بعد منتصف الليل بتوقيت نيويورك يوم 13 نوفمبر 2025، مما يعني أنه يغطي الواردات السابقة لهذا التاريخ.
يعتبر هذا التحرك جزءاً من استراتيجية أوسع للإدارة الترامبية لتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين، وسط مخاوف متزايدة من أداء الاقتصاد.
فقد ساهمت السياسات الجمركية السابقة، التي فرضها ترامب لدعم الإنتاج المحلي وحماية الصناعات الأمريكية، في رفع الأسعار، كما أكدت بيانات حكومية تشير إلى ارتفاع أسعار القهوة بنسبة 19% في سبتمبر 2025، وأسعار الموز بنسبة 7%، والطماطم بنسبة 1%.
ومع ذلك، يدافع ترامب عن هذه السياسات، مؤكداً أن الرسوم الجمركية تُمتص جزئياً من خلال خفض الأسعار من قبل الموردين الأجانب، مما يقلل من تأثيرها على المستهلكين.
في تصريحات سابقة للجمعة، أفاد مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن الرئيس يفي بوعوده الانتخابية بالتفاوض على اتفاقيات تجارية أفضل ثم تعديل الرسوم حسب الحاجة.
كما أشاد الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير بالخطوة، واصفاً إياها بأنها “امتداد طبيعي لوعود الرئيس”، وأن “الآن هو الوقت المناسب لإطلاق بعض هذه الإعفاءات”.
وأضاف جرير إنها جزء من خطة أكبر لإنشاء إعفاءات جمركية للقطاعات الرئيسية، خاصة تلك التي لا تُنتج محلياً مثل القهوة والموز.
رغم الدفاع عن السياسات الجمركية، اعترف مسؤولو الإدارة بالحاجة إلى مزيد من الجهود لمواجهة الإحباط الشعبي من الأسعار المرتفعة، التي أثرت على أداء الحزب الجمهوري في الانتخابات الأخيرة.
وقد أكد وزير الخزانة سكوت بيسينت في وقت سابق هذا الأسبوع أن الإجراء يستهدف السلع “التي لا نزرعها هنا في الولايات المتحدة”، مشيراً إلى توقعات بتأثير إيجابي على الأسعار بعد إكمال “كتلة حرجة” من الاتفاقيات التجارية.
ومع ذلك، لم تشمل الإعفاءات جميع السلع؛ فمثلاً، سيظل الطماطم المستوردة من المكسيك، الذي يُعد المورد الرئيسي للولايات المتحدة، خاضعة لرسوم بنسبة 17%، والتي فرضت في يوليو 2025 بعد انتهاء اتفاق تجاري دام ثلاثة عقود.
هذا الإجراء يُعد اعترافاً ضمنياً بأن الرسوم الجمركية ساهمت في الضغوط السعرية، رغم إصرار ترامب على فعاليتها في تعزيز الاقتصاد الأمريكي.



