انفجار كشمير يكشف ثغرات أمنية ويثير قلقًا داخليًا ودوليًا

أفادت مصادر أمنية هندية بوقوع انفجار هائل أودى بحياة تسعة أشخاص على الأقل، وأسفر عن إصابة 29 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، جراء تفجير كم هائل من المتفجرات المضبوطة داخل مركز شرطة في سريناغار، المدينة الرئيسية في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير المتنازع عليه.
وقع الحادث مساء الجمعة الماضي، في سياق تحقيقات مكثفة تتعلق بشبكة إرهابية، وذلك بعد أربعة أيام فقط من تفجير سيارة محملة بالمتفجرات قرب قلعة القلعة الحمراء في العاصمة نيودلهي، والذي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل فيما وصفته السلطات بـ”عملية إرهابية مدبرة”.
وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، أن معظم الضحايا كانوا من عناصر الشرطة، بما في ذلك خبراء في الطب الشرعي والتحقيقات، الذين كانوا يجرون فحوصات دقيقة على المتفجرات أثناء محاولة استخراج عينات منها.
وقد تم ضبط هذه الكميات الضخمة من المتفجرات –التي تشمل نيترات الأمونيوم ومواد كيميائية أخرى– خلال عملية أمنية واسعة النطاق أجرتها الشرطة في ولايات متعددة، بما في ذلك هاريانا، وكانت مرتبطة بشبكة إرهابية دولية مرتبطة بجماعات مثل “جيش محمد” المدعومة من باكستان و”أنصار غزوة الهند”.
أشارت المصادر إلى أن بعض المصابين يعانون من إصابات حرجة، مما يفتح الباب أمام احتمال تصاعد عدد الضحايا. وأكد مسؤول أمني: “يجري التعرف على الجثامين حالياً، حيث احترقت بعضها تماماً بسبب شدة اللهب الناتج عن الانفجار”.
وأضاف أن قوة الاصطدام كانت هائلة لدرجة أن بعض الأشلاء انتُشلت من داخل منازل مجاورة تبعد بين 100 و200 متر عن موقع الحادث، مما أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين وأدى إلى إغلاق المنطقة بالكامل لإجراء التحقيقات.
ووصل الحادث في مركز شرطة “نوفغام” في سريناغار حوالي الساعة 11:20 مساءً، حيث أدى إلى اشتعال حريق هائل أتى على عدة مركبات قريبة، ومنعت الانفجارات المتتالية الصغيرة فرق الإنقاذ من الاقتراب فوراً.
وأعلنت الشرطة في جامو وكشمير أن التحقيقات تركز الآن على ما إذا كان هناك صلة مباشرة بين هذا الانفجار والتفجير في نيودلهي، الذي حدث يوم الاثنين الماضي قرب محطة مترو القلعة الحمراء أثناء ساعة الذروة المسائية.
في ذلك الحادث، انفجرت سيارة بطيئة الحركة عند إشارة مرور، مما أشعل النار في ست سيارات وثلاث ريكشاو أوتوريكشاو، وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين.
وأكدت الشرطة في العاصمة أن السيارة كانت تحمل ثلاثة أشخاص، بما في ذلك سائق مشتبه به يُدعى الدكتور عمر محمد، عضو في شبكة متطرفة من الأطباء مرتبطة بجماعات إرهابية، وتم تسجيل القضية بموجب قانون منع الأنشطة غير الشرعية وقانون المتفجرات.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي التزامه بـ”محاسبة المتورطين بكل حزم”، مشيراً إلى أن التحقيقات كشفت عن شبكة “دولية وعابرة للولايات” تشمل محترفين متطرفين وطلاباً يتواصلون مع معالجين أجانب في باكستان ودول أخرى.
كما أجرت الشرطة مداهمات واسعة في كشمير، أسفرت عن اعتقال سبعة مشتبهين، بما في ذلك طبيبين كشميريين يعملان في ولايات أخرى، وتم تفجير منزل أحد المشتبهين في مدينة كويل. ووصفت السلطات الشبكة بأنها “نظام بيئي أبيض الياقات يشمل محترفين متطرفين وطلاباً”، وكانت تخطط لهجمات متعددة الأهداف باستخدام أكثر من 2900 كيلوغرام من المتفجرات، بالإضافة إلى بنادق هجومية ومفجرات إلكترونية.
يأتي هذا السلسلة من الأحداث في سياق توترات مستمرة في كشمير، الإقليم المتنازع عليه بين الهند وباكستان منذ استقلال البلدين عام 1947، حيث يسيطر كل طرف على جزء منه، وشهد الجانب الهندي تمرداً مسلحاً مدعوماً من باكستان منذ التسعينيات.
وأعلن المدير العام لشرطة جامو وكشمير، نالين برابات، عقد اجتماع أمني طارئ لمراجعة الوضع، مع تعزيز الإجراءات الأمنية في المناطق الحساسة، بما في ذلك إغلاق محطة مترو القلعة الحمراء في نيودلهي لثلاثة أيام.
كما أعربت دول عدة، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، عن تعازيها للضحايا، مع تأكيد الولايات المتحدة مراقبتها الدقيقة للوضع وتقديم المساعدة القنصلية إن لزم الأمر.



