ترامب يسعى لاحتواء التوترات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا عبر اتصالات دبلوماسية

أعلن البيت الأبيض يوم الجمعة 15 نوفمبر 2025، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بإجراء مكالمات هاتفية مباشرة مع قادة تايلاند وكمبوديا، في جهد لإنهاء النزاع الحدودي الأخير بين البلدين.
كما أكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن الرئيس يحافظ على اتصالات مستمرة مع ماليزيا لتقديم الدعم في وقف العنف المتجدد.
يأتي هذا التدخل بعد أن رعى ترامب في 26 أكتوبر الماضي، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين، الذي اعتبره دليلاً على نجاح سياسته في تعزيز السلام الإقليمي.
شهدت الحدود بين البلدين تصعيداً جديداً يوم الأربعاء، حيث تبادلتا اتهامات متبادلة بشأن المسؤولية عن اندلاع المواجهات.
أفادت الحكومة الكمبودية بأن هذه الأحداث أسفرت عن مقتل مدني واحد، فيما أعلنت تايلاند تعليق تنفيذ اتفاق السلام المدعوم أمريكياً كرد فعل على الحادث.
تعود جذور هذا التصعيد إلى مواجهات عنيفة امتدت لخمسة أيام خلال فصل الصيف الماضي، والتي أدت إلى مقتل 43 شخصاً ونزوح نحو 300 ألف آخرين، قبل أن يساهم الاتفاق الأمريكي الدعم في تهدئة الأوضاع مؤقتاً.
في يوم الاثنين، أعلنت تايلاند تعليق الاتفاق بعد وقوع انفجار للغم الأرضي أصاب أربعة من جنودها. وفي اليوم التالي، الأربعاء، أبلغ مسؤولون من الجانبين عن تبادل إطلاق نار عبر الحدود، بين محافظة سا كايو في تايلاند ومقاطعة بانتاي مينتش في كمبوديا.
أعلن رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت عن مقتل مدني في هذا الاشتباك، وكتب على منصة فيسبوك: “هذا الفعل ينتهك الروح الإنسانية والتزامات الاتفاقيات الأخيرة لتسوية قضايا الحدود بطريقة سلمية”.
من جهته، نفى المتحدث باسم الجيش الملكي التايلاندي، وينتاي سوفاري، تورط قواته في البدء بالهجوم، مؤكداً أن “الجنود الكمبوديين هم من أطلقوا النار أولاً نحو الأراضي التايلاندية”.
وأضاف أن الجنود التايلانديين لجأوا إلى الاحتماء ثم أطلقوا طلقات تحذيرية كرد، واستمرت الحادثة لمدة حوالي 10 دقائق فقط.
نشرت وزارة الإعلام الكمبودية صوراً ومقاطع فيديو توثق إصابات مدنيين، بما في ذلك رجل يتلقى العلاج في سيارة إسعاف بسبب نزيف في ساقه، مما يبرز الآثار الإنسانية للنزاع.
يمتد الخلاف الحدودي بين تايلاند وكمبوديا إلى أكثر من قرن من الزمن، ويرتبط أساساً بتفاصيل ترسيم الحدود خلال عصر الاستعمار الفرنسي.
وفي يوليو الماضي، شهدت المنطقة اشتباكات واسعة النطاق شملت طائرات مقاتلة وضربات صاروخية وقوات برية، أدت إلى هدنة مؤقتة في 29 يوليو بعد تدخلات دبلوماسية مشتركة من ترامب، ودبلوماسيين صينيين، ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الذي يشغل رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وفي أواخر أكتوبر، وقع الطرفان إعلاناً مشتركاً يتعهد فيه بتهدئة التوترات، وسحب الأسلحة الثقيلة، وتمكين مراقبي وقف إطلاق النار من الوصول إلى المناطق المعنية. ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذا الإعلان لم يحل النزاع الإقليمي الجوهري، مما يثير مخاوف من عودة التصعيد.
ألقى انفجار اللغم الأرضي الجديد، الذي يبدو أنه السبب الرئيسي، والاشتباكات اللاحقة، بظلال الشك على استدامة الاتفاق. كما أدى ذلك إلى تأجيل تايلاند لإطلاق سراح 18 جندياً كمبودياً أسيراً، وهو أحد البنود الرئيسية في الإعلان المشترك، مما يعقد الجهود الدبلوماسية الحالية.



