لم يكن الملف السياسي محور الاهتمام في قمة «سيلاك – الاتحاد الأوروبي» التي انطلقت في مدينة سانتا مارتا الكولومبية، بل قميص رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز الذي سرق الأضواء منذ لحظة وصوله.
فبمجرد أن نزل سانشيز من الطائرة العسكرية الصغيرة القادمة من بارانكيا، التقطت عدسات الصحفيين مظهره اللافت وهو يرتدي قميصًا أبيض من طراز “غوايبيرا” التقليدي، الشهير في كولومبيا ومعظم دول أمريكا اللاتينية. وسرعان ما انتشرت صوره على شبكات التواصل، خاصة عبر منصة “تيك توك”، لتتحول الإطلالة البسيطة إلى حديث الساعة.
الرئيس الإسباني لم يتجاهل الضجة، بل تفاعل معها بنشر مقطع قصير على حسابه الرسمي قال فيه مبتسمًا:
“أرى أن الغوايبيرا لفتت الانتباه… لكنها الزي الأكثر انتشارًا هنا، ومفيدة جدًا في هذا الحر والرطوبة”.
@sanchezcastejon Acompáñame a la Cumbre UE-CELAC. #Colombia #Europa #Guayabera #LatAm
الغوايبيرا ليست غريبة عن المشهد الدبلوماسي اللاتيني، إذ تُرتدى عادة في الفعاليات الرسمية بوصفها رمزًا للأناقة المحلية والبساطة. لكن سانشيز أضفى عليها هذه المرة بُعدًا دبلوماسيًا ناعمًا، أعاد للأذهان كيف يمكن للإطلالة أن تكون جزءًا من الرسائل السياسية غير المباشرة.
ورغم الطابع الطريف للمشهد، لم تغب الجدية عن مداخلات سانشيز خلال القمة، إذ دعا إلى تعزيز الشراكة بين أوروبا وأمريكا اللاتينية، مؤكدًا أن إسبانيا «ستواصل الوقوف إلى جانب المنطقة لتحقيق الاستقرار والازدهار»، مشيرًا إلى أن بلاده تُعد المستثمر الأوروبي الأول هناك، بتمويلات تتجاوز 5 مليارات يورو لمشروعات خضراء ورقمية وصحية.
وبينما انشغل القادة بملفات التجارة والمناخ واقتراح أن تكون الأمينة العامة المقبلة للأمم المتحدة “امرأة لاتينية”، ظلت “الغوايبيرا البيضاء” حديث المنصات ووسائل الإعلام، في مشهد يبرهن أن في عالم السياسة المليء بالرسائل المعقدة… يمكن لتفصيلة بسيطة كقميص أن تسرق الأضواء وتكسر حدة المشهد.



