انتقادات دبلوماسية لصورة نشرها البيت الأبيض: تثير انتهاك لأعراف التوازن في لقاءات القادة

زار الرئيس السوري أحمد الشرع واشنطن يوم الاثنين 10 نوفمبر 2025، في أول لقاء رسمي لرئيس سوري مع نظيره الأمريكي منذ استقلال سوريا عام 1946.
استمر اللقاء مع الرئيس دونالد ترامب حوالي ساعتين داخل المكتب البيضاوي بعيداً عن الكاميرات، وأسفر عن قرارات سياسية واقتصادية هامة، لكنه أثار جدلاً واسعاً بسبب الصور الرسمية التي نشرها البيت الأبيض، والتي تظهر ترامب جالساً خلف مكتب “الريزولوت” الرمزي، بينما يقف الشرع أمامه أو يجلس في موقع جانبي أقل مركزية.
وصل الوفد السوري، بقيادة الشرع وبرفقة وزير الخارجية أسعد الشيباني، إلى العاصمة الأمريكية صباح الاثنين، وتم نقله مباشرة إلى البيت الأبيض عبر البوابة الجنوبية الجانبية المخصصة عادة للزوار غير الرسميين، دون سجاد أحمر أو مراسم استقبال علنية تقليدية. غاب الإعلام تماماً عن لحظة الوصول، ولم يُسمح بتصوير مصافحة أو دخول مشترك أمام الكاميرات.
خلال اللقاء، وصف ترامب الشرع بأنه “قائد قوي وواقعي”، معلناً توسيع الإعفاءات من العقوبات الأمريكية على سوريا لتشمل تسهيلات اقتصادية واسعة تدعم إعادة الإعمار وجذب الاستثمارات.
كما أعلن انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، مع التزام أمريكي بتدريب القوات السورية ومشاركة المعلومات الاستخبارية.
أكد الشرع التزامه بحل النزاعات سلمياً، مع تلميحات إلى تهدئة التوترات مع إسرائيل ولبنان، دون الخوض في قضايا الجولان أو الحدود مع تركيا.
يأتي هذا اللقاء بعد تحول دراماتيكي في مسار الشرع، الذي كان يُعرف سابقاً باسم أبو محمد الجولاني قائد جبهة النصرة. بعد سقوط نظام بشار الأسد في أغسطس 2024، أعلن حل التنظيمات المسلحة وتشكيل حكومة انتقالية وطنية، مما دفع الولايات المتحدة إلى شطبه من قوائم الإرهاب في أكتوبر 2024، وفتح الباب للتعاون الرسمي بدعم سعودي وتركي وقطري.
لكن الصور الرسمية سرعان ما طغت على المضمون السياسي. تظهر إحداها ترامب مبتسماً خلف المكتب، بينما يقف الشرع في وضعية انتظار أو تقديم، وأخرى تجلس فيها الشرع على كرسي جانبي.
اعتبر مراقبون هذا الترتيب انتهاكاً لقواعد البروتوكول الدبلوماسي، الذي يشترط التوازن الشكلي بين القادة، خاصة أن ترامب يحرص عادة على الجلوس المتساوي مع قادة كبار مثل الصين وروسيا.
وصف ناشطون الصور بأنها “رمز للخضوع”، تعكس رؤية أمريكية للشرع كـ”شريك تحت الاختبار” وليس ندّاً متساوياً، مما أثار نقاشاً حول ما إذا كان اللقاء يمثل تتويجاً لتحول سوريا أم تذكيراً بسيطرة الولايات المتحدة.



