ترامب والشرع: نهاية ربع قرن من العداء وبزوغ عهد سوريا كشريك استراتيجي

في لحظة تُسجَّل بحروف من ذهب في تاريخ الشرق الأوسط، عبر الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025 عتبة البيت الأبيض لأول مرة منذ زيارة الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 2000، حيث استقبله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي وسط أجواء احتفالية غير مسبوقة.
الزيارة التي انطلقت فعلياً يوم السبت الماضي حملت دلالات رمزية قوية، أبرزها وصول الشرع إلى واشنطن على متن طائرة الرئاسة الأمريكية الشهيرة “إير فورس ون” التي أرسلها ترامب خصيصاً لاستقباله من قاعدة أندروز الجوية، في إشارة واضحة إلى مستوى الثقة الجديدة بين الإدارتين.
استمر اللقاء أكثر من ساعتين ونصف الساعة، بحضور نخبة من كبار المسؤولين:
– من الجانب الأمريكي: وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي.
– من الجانب السوري: وزير الدفاع السوري ورئيس جهاز المخابرات العامة.
اتفاقية الشراكة الأمنية الشاملة.. أبرز بنودها:
1. قاعدة جوية أمريكية دائمة في مطار دمشق الدولي.
2. تدريب وتسليح 30 ألف جندي سوري على يد القوات الخاصة الأمريكية خلال الـ 18 شهراً المقبلة.
3. إطلاق عملية “درع الفرات 2” المشتركة للقضاء النهائي على خلايا داعش في البادية السورية.
4. خط تمويل مباشر بقيمة 8 مليارات دولار أمريكي لإعادة إعمار البنية التحتية السورية، يُصرف على مدار 3 سنوات.
المفاجأة الكبرى التي هزّت الصحفيين
في ختام اللقاء، أعلن الرئيسان بشكل مشترك عن قرارين فوريين:
– عودة السفير الأمريكي إلى دمشق قبل نهاية ديسمبر 2025.
– إعادة فتح السفارة السورية في واشنطن بعد إغلاق دام 13 عاماً، لتُصبح أول بعثة دبلوماسية سورية كاملة على الأراضي الأمريكية منذ 2012.
الطريق من الرياض إلى البيت الأبيض
ويعد هذا اللقاء تتويجاً لمسار سريع بدأ قبل ستة أشهر فقط في الرياض، حيث التقى الشرع وترامب لأول مرة على هامش قمة أمنية خليجية، وانتهى بوعد أمريكي صريح:
سوريا الجديدة ستكون الحليف الأقرب لواشنطن في المنطقة.
قبل أسبوعين فقط، رفع البيت الأبيض كامل العقوبات الاقتصادية عن سوريا بموجب قرار تنفيذي موقع من الرئيس ترامب شخصياً، مهد الطريق لهذه الزيارة التاريخية.
ردود فعل فورية
– البيت الأبيض: “نشهد اليوم ولادة شراكة استراتيجية ستُغيّر وجه الشرق الأوسط”.
– الخارجية السورية: “صفحة جديدة تماماً مع الولايات المتحدة تبدأ من المكتب البيضاوي”.
ومع مغادرة الشرع البيت الأبيض مبتسماً وهو يلوح بيده بجانب ترامب، أجمعت الكاميرات على لقطة تاريخية ستُدرّس للأجيال:
عندما فتح ترامب أبواب أمريكا لسوريا الجديدة.. وأغلق إلى الأبد صفحة العداء التي استمرت ربع قرن.



