أخبار عربية

كارثة إنسانية في الفاشر وتهديد يلوح للأبيض: تصعيد عسكري يهدد استقرار السودان

تشهد الأحداث في السودان تطورات متسارعة، مع تركيز الاهتمام الآن على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، عاصمة شمال دارفور.

وتُعد الأبيض نقطة التقاء الطرق الرئيسية في السودان، مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا وسط تصاعد التوترات العسكرية المتزايدة.

مع سقوط الفاشر، أصبحت نحو 80% من أراضي ولاية شمال دارفور تحت نفوذ قوات الدعم السريع، باستثناء بعض المناطق الشمالية البعيدة مثل محليات كرنوي وأمبرو والطينة، التي تقع على الحدود مع تشاد، بالإضافة إلى المناطق التي يسيطر عليها عبد الواحد محمد النور، مثل منطقة طويلة في جبل مرة، والتي تبعد حوالي 65 كيلومترًا شمال غرب الفاشر.

حاليًا، توجهت قوات الدعم السريع انتباهها نحو ولاية شمال كردفان، وتحديدًا مدينة الأبيض في الجزء الشرقي من إقليم دارفور، عقب الاستيلاء على مدينة بارا، الثانية حجمًا في الولاية، والتي تفصلها مسافة 40 كيلومترًا فقط عن الأبيض.

وفي هذا السياق، أعلن الجيش السوداني أن وحداته تستمر في التقدم باتجاه الأبيض لصد أي محاولات لاقتحامها، بعد أن نجح الدعم السريع في السيطرة على منطقة كازقيل جنوب المدينة، وهي نقطة حاسمة على الطريق البري تبعد 45 كيلومترًا عنها.

ردًا على هذه التطورات الميدانية، أكد الجيش التزامه بالمواجهة الشرسة لقوات الدعم السريع، خاصة في مناطق كردفان ودارفور، وهو ما عبر عنه ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة، في تصريحاته الأخيرة.

أما على الصعيد الإنساني، فقد دخلت مدينة الفاشر يومها الحادي عشر تحت سيطرة الدعم السريع، مما أجبر آلاف المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال والمسنين، على البقاء داخلها دون توفر غذاء كافٍ أو مأوى مناسب أو خدمات أساسية.

وأفادت مصادر بأن المنظمات الدولية المتخصصة في المجال الإنساني لم تتمكن بعد من الوصول إلى المدينة لتوزيع المساعدات على المتضررين.

وفي المناطق المجاورة، يواجه آلاف العائلات النازحة في منطقة طويلة القريبة من الفاشر ظروفًا قاسية داخل مخيمات النزوح المؤقتة، حيث يعانون من نقص حاد في الإغاثة رغم تدفق موجات جديدة من النازحين من القرى والبلدات المحيطة بالفاشر.

أما في ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، فساد هدوء متوتر على خطوط الجبهة بعد غارات جوية شنها سلاح الطيران السوداني ضد مواقع الدعم السريع في المنطقتين.

ومع ذلك، تظل مدينة بارا في شمال كردفان الأكثر هشاشة، حيث تؤكد تقارير موثوقة تفاقم الأزمة داخلها تحت سيطرة الدعم السريع، مع انتشار عشرات الجثث في المنازل والشوارع دون إذن بدفنها.

كشف محمد عبدالرحمن الناير، المتحدث الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان، أن الحركة رحبت في مناطق نفوذها بأعداد هائلة من النازحين. وأوضح أن محلية طويلة وحدها استضافت مليون نازح، بينما وصل أكثر من ألف وثلاثمائة مصاب إلى هناك من الفاشر مباشرة.

وفيما يتعلق بموقف الحركة من النزاع الدائر بين الطرفين، أكد الناير التزام حركة جيش تحرير السودان بالحياد التام تجاه الطرفين المتحاربين.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى