الإمارات.. مركز عالمي لقيادة ثورة الطاقة الذكية والذكاء الاصطناعي

تتصدّر دولة الإمارات المشهد العالمي في وضع خطط مستقبلية مبتكرة لقطاع الطاقة، استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، مستندة إلى رؤية استراتيجية تستشرف تحديات الغد وتعزز مكانتها كوجهة رائدة في الابتكار والاستدامة. فمنذ سنوات، وضعت الدولة استدامة الطاقة في صميم سياساتها التنموية، مستندة إلى توازن دقيق بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، مع التزام واضح بمواكبة التحولات الدولية في مجالات الطاقة المتجددة والحياد المناخي.
ومع تصاعد التحديات المرتبطة بأمن الطاقة وتغير المناخ، بادرت الإمارات إلى تحديث استراتيجية الطاقة 2050، لتضع أهدافًا طموحة لعامي 2030 و2050، بما يعزز تنويع مصادر الطاقة ويؤكد التزامها باتفاقية باريس للمناخ.
اقرأ أيضًا: أسعار النفط ترتفع إثر قرار “أوبك+” بتأجيل زيادات الإنتاج للربع الأول من 2026
استراتيجية الطاقة 2050.. خارطة طريق نحو الحياد المناخي
أُطلقت استراتيجية الإمارات للطاقة عام 2017 كأول خطة موحدة توازن بين الإنتاج والاستهلاك وتحقيق الالتزامات البيئية عالمياً. ومع تطور تكنولوجيا الطاقة منخفضة الانبعاثات وتراجع أسعارها، جرى تحديث الاستراتيجية لتستجيب للتغيرات المتسارعة في القطاع.
الأهداف الرئيسية لاستراتيجية الطاقة الإماراتية تشمل:
-
رفع القدرة الإنتاجية للطاقة النظيفة إلى 19.8 جيجاواط بحلول 2030.
-
إلغاء الفحم النظيف من المزيج الطاقي بنسبة 100%.
-
رفع مساهمة الطاقة النظيفة إلى 32% من إجمالي الطاقة المنتجة.
-
توفير 50 ألف وظيفة خضراء جديدة.
-
تحقيق توفير مالي يصل إلى 100 مليار درهم بحلول 2030.
التكنولوجيا.. ركيزة التحول الذكي في قطاع الطاقة
يقول وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد (CISI)، في تصريح لموقع اقتصاد سكاي نيوز عربية:
“استخدام التكنولوجيا الحديثة في استراتيجيات الطاقة الإماراتية ليس خيارًا بل توجه استراتيجي، يُسهم في تنويع مصادر الطاقة وتعزيز استدامتها.”
وأشار الطه إلى أن الإمارات حققت قفزات نوعية في مجالات الهيدروجين الأخضر، الطاقة النووية والطاقة الشمسية، إلى جانب تحسين كفاءة استهلاك الطاقة عبر سياسات توعوية وتطبيقات ذكية.
هذه الجهود تتكامل مع رؤية الحياد المناخي 2050، حيث تؤمن الدولة بأن الابتكار والتكنولوجيا هما مفتاح الاستدامة وتعزيز الأداء الاقتصادي.
فرص استثمارية عالمية.. وتمكين الاقتصاد الأخضر
توفر استراتيجية الطاقة الإماراتية فرصًا استثمارية واسعة في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين والذكاء الاصطناعي، كما تعزز دور الدولة كمركز عالمي لجذب الابتكار والتقنيات الخضراء. وتشمل مستهدفات المرحلة الأولى من الاستراتيجية:
-
رفع كفاءة الاستهلاك المؤسسي والفردي بنسبة 42% – 45%.
-
مضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول 2030.
-
استثمارات تصل إلى 200 مليار درهم حتى عام 2030 لضمان أمن الطاقة واستدامة الاقتصاد.
دمج الذكاء الاصطناعي والطاقة.. تجربة إماراتية رائدة
يؤكد الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد الدولي، أن الإمارات جسدت نموذجًا متقدمًا في دمج الذكاء الاصطناعي وتقنيات البيانات الضخمة ضمن منظومتها الطاقية.
“من مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية إلى منظومة العمليات الذكية لدى أدنوك، أثبتت الدولة قدرتها على توظيف الابتكار لتحقيق كفاءة إنتاجية وتنافسیة عالمية.”
وأضاف أن الإمارات تتجه أيضاً لتوظيف تقنيات البلوك تشين والحوسبة السحابية في إدارة شبكات الطاقة وتداول شهادات الطاقة النظيفة، ما يعزز الشفافية والمرونة في السوق.
“أديبك“.. منصة لتعزيز التحول الذكي في قطاع الطاقة
منذ أكثر من 40 عامًا، يعد معرض ومؤتمر «أديبك» من أبرز المنصات العالمية لمناقشة مستقبل الطاقة. وتأتي دورة 2025 تحت شعار “طاقة ذكية لتقدم متسارع”، في دلالة على أهمية التكامل بين الطاقة والذكاء الاصطناعي في دفع عجلة التقدم الاقتصادي والبيئي.
وأكد عبدالمنعم سيف الكندي، رئيس «أديبك 2025»، أن التوسع في منطقة الذكاء الاصطناعي خلال الحدث يعكس دور أبوظبي في قيادة الابتكار الطاقي عالميًا، عبر تعزيز الشراكات واستعراض أحدث الحلول التكنولوجية المستدامة.



