اقتصاد وتكنولوجيا

مليارات بيتكوين وضحايا بلا عدد..الملياردير الذي خدع العالم أين اختفى؟

يواجه رجل الأعمال الصيني الأصل تشن تشي (37 عاماً) اتهامات ثقيلة بوصفه العقل المدبر لإمبراطورية احتيال إلكتروني عالمية، وفقاً لوزارة العدل الأميركية.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية مصادرة 14 مليار دولار من عملة بيتكوين مرتبطة به، في أكبر عملية ضبط للعملات المشفرة في التاريخ.

ورغم صورته الرسمية كرجل أعمال ناجح وفاعل خير، تصفه السلطات الغربية بأنه رمز لشبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود.

 من شركة ألعاب فاشلة إلى إمبراطورية عقارات ومصارف

وُلد تشن في مقاطعة فوجيان الصينية، وبدأ مسيرته بشركة صغيرة للألعاب الإلكترونية لم تحقق نجاحاً.

لكن انتقاله إلى كمبوديا مطلع العقد الماضي غيّر مسار حياته؛ إذ استثمر في العقارات المزدهرة آنذاك، ليؤسس لاحقاً مجموعة “Prince Group”، التي تمددت لتشمل العقارات والمصارف والطيران والفنادق الفاخرة.

وفي عام 2020، منحه ملك كمبوديا أعلى وسام شرف، وأصبح مستشاراً لوزير الداخلية ورئيس الوزراء.

 جنسيات متعددة ومشاريع لا تعرف الحدود

حصل تشن على الجنسية الكمبودية عام 2014، ثم على جواز سفر قبرصي وآخر من فانواتو مقابل استثمارات ضخمة.

كما أسس Prince Bank وشركتين للطيران، وأطلق مشروعاً عملاقاً بقيمة 16 مليار دولار تحت اسم Bay of Lights.

لكن وراء هذا الثراء، كانت تدور أنشطة مريبة ستكشف لاحقاً عن شبكة احتيال هي الأكبر في آسيا.

 الوجه المظلم.. اتهامات بالاتجار بالبشر وغسل الأموال

تقول واشنطن إن مجموعة “Prince” تدير عشرة مجمعات احتيال إلكتروني في كمبوديا، تُشغَّل فيها أيدٍ عاملة تحت الإكراه والتعذيب.

وتتضمن جرائم المجموعة، بحسب وزارة الخزانة الأميركية، الابتزاز الجنسي، القمار الإلكتروني غير القانوني، الاتجار بالبشر، غسل الأموال، والفساد.

التحقيقات كشفت أن مجمع Golden Fortune كان مركزاً رئيسياً لتلك الأنشطة، رغم نفي الشركة أي علاقة به.

 عقوبات دولية وتداعيات داخلية

فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عقوبات على 128 شركة و17 شخصاً مرتبطين بتشن، وتم تجميد أصول في كوريا الجنوبية وسنغافورة وتايلاند.

وفي كمبوديا، سارع البنك المركزي لطمأنة المودعين، بينما التزمت الحكومة صمتاً حذراً مكتفية بدعوة الغرب إلى التحقق من الأدلة.

 اختفاء غامض ونهاية مفتوحة

منذ إعلان العقوبات الأسبوع الماضي، اختفى تشن تشي تماماً دون أي أثر أو بيان رسمي.

رجل كان يوماً من أقوى وأغنى الشخصيات في كمبوديا، تحول بين ليلة وضحاها إلى رمز لسقوط إمبراطورية مبنية على الخداع والمعاناة البشرية.

إقرأ أيضًا:وزير الطاقة السعودي: المملكة قادمة بقوة لمنافسة الصين في البطاريات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى