وكالة الطاقة الدولية: نمو هائل في إنتاج الغاز الطبيعي المسال يعيد تشكيل السوق العالمية بحلول 2030

أعلنت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الصادر يوم الاثنين 27 أكتوبر 2025 بعنوان “الغاز 2025″، أن إضافة كميات هائلة من الطاقة الإنتاجية الجديدة للغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2030 ستحدث تحولاً جذرياً في آليات سوق الغاز، من خلال تعزيز الاستقرار في الإمدادات العالمية وتقليل التوترات السوقية.
وفقاً للتوقعات، من المتوقع أن ترتفع قدرة التصدير لهذا النوع من الغاز بحوالي 300 مليار متر مكعب كل عام بحلول 2030، مع تركيز خاص على الإنتاج في الولايات المتحدة الأمريكية وقطر. وهذا يعني زيادة محتملة في الإمدادات الصافية تصل إلى 250 مليار متر مكعب سنوياً في الفترة نفسها.
أشارت الوكالة، التي يقع مقرها في باريس، إلى أن هذه التطورات، في غياب أي اضطرابات غير متوقعة، ستساهم في تراجع الأسعار خلال السنوات القادمة، مما يشجع على ارتفاع الطلب.
وأوضحت أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا عام 2022 تسبب في صدمة كبيرة للإمدادات، مما دفع الأسعار إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة. ومع أن الأسواق العالمية بدأت في استعادة توازنها تدريجياً، إلا أن الأسعار لا تزال مرتفعة مقارنة بالمعدلات التاريخية، مما يعيق نمو الطلب.
فيما يتعلق بنمو الطلب، يُتوقع أن يرتفع بنسبة 1.5% سنوياً خلال الفترة من 2024 إلى 2030، أي بإجمالي يقارب 380 مليار متر مكعب بحلول نهاية العقد.
ومن المتوقع أن يأتي نصف هذا النمو من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بينما يشكل الشرق الأوسط حوالي 30% منه، حيث تتجه دول مثل المملكة العربية السعودية نحو استبدال النفط بالغاز في تشغيل محطات الطاقة.
في تصريح له، قال كيسوكي ساداموري، مدير أسواق الطاقة والأمن في الوكالة: “ستوفر الموجة المقبلة من الغاز الطبيعي المسال بعض الراحة لأسواق الغاز العالمية التي عانت من تقلبات ونقص في العرض على مدار سنوات”.
وأكد أن تصاعد التوترات الجيوسياسية والغموض الاقتصادي لا يسمحان بأي تهاون، داعياً إلى تعزيز التعاون الدولي لضمان أمان الإمدادات، خاصة مع تزايد استهلاك الكهرباء الذي سيرفع الطلب على الغاز.
كما حذرت الوكالة من أن استمرار انخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال لفترات طويلة قد يضعف الدوافع للاستثمار، مما قد يؤدي إلى ضيق في الأسواق العالمية بعد عام 2030، خاصة إذا تجاوز نمو الطلب التوقعات.



