أخبار عربية

ثلاثة قتلى في غزة مع تصاعد التوتر.. وواشنطن تتحرك لإنقاذ الهدنة الهشة

قالت مصادر طبية إن ثلاثة فلسطينيين قُتلوا بنيران إسرائيلية قرب خط وقف إطلاق النار في غزة، اليوم الاثنين، في وقت يتوقع فيه أن يبدأ مبعوثان أمريكيان زيارة إلى إسرائيل لدعم الهدنة الهشة التي تواجه أخطر اختبار لها حتى الآن.

وأوضح مسؤول فلسطيني مطلع على محادثات التهدئة أن وسطاء عرباً، إلى جانب الولايات المتحدة، سيكثفون جهودهم اليوم بعد نجاحهم في إعادة الهدوء إلى القطاع، عقب قصف إسرائيلي مكثف أمس الأحد أسفر عن مقتل 44 شخصاً، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في غزة.

وأعلنت إسرائيل أن غاراتها جاءت رداً على هجوم فلسطيني أدى إلى مقتل جنديين داخل منطقة الانتشار المتفق عليها في رفح، واعتبرته “انتهاكاً صارخاً” من حركة حماس للهدنة.

المرحلة الثانية من الخطة

رغم استمرار حوادث العنف منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، يتوقع أن يدفع المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نحو بدء تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الهدنة. وذكرت سلطة المطارات الإسرائيلية أن نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس سيزور إسرائيل غداً الثلاثاء.

وفي حي التفاح بمدينة غزة، وقعت اليوم أحدث المواجهات على طول “الخط الأصفر” الذي يحدد منطقة الانسحاب الإسرائيلي داخل القطاع، مما أثار قلق السكان. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن نيران الدبابات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنهم “مسلحون حاولوا عبور الخط وشكلوا تهديداً”.

وأشار شهود عيان إلى أن القصف امتد لاحقاً إلى شرق دير البلح وسط القطاع. وبين السكان ارتبك كثيرون حول موقع الخط بدقة لغياب الإشارات الواضحة على الأرض، رغم توفر خرائط إلكترونية. وقال أحد سكان حي التفاح: “كل المنطقة صارت أنقاض، بنشوف الخرائط لكن ما بنعرف شو معناها بالضبط”.

إقرأ أيضًا:اتحاد الكرة يوضح الحقيقة حول شائعات مكافآت المونديال والتعيينات

ونشر الجيش الإسرائيلي تسجيلاً مصوراً يُظهر جرافات تحدد الخط الأصفر بوضوح. ورغم أحداث الأحد، أكدت كل من إسرائيل وحماس التزامهما بوقف إطلاق النار، فيما قالت كتائب القسام إنها لم تشارك في اشتباكات رفح ولم تتواصل مع أي مجموعات هناك منذ مارس الماضي.

واتهمت حماس إسرائيل بارتكاب سلسلة من الانتهاكات التي تسببت، حسب قولها، في مقتل 46 شخصاً ومنع دخول المساعدات الإنسانية. من جانبه، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من استهداف أي عناصر من حماس تبقى داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية دون سابق إنذار.

وأعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الإسرائيلية أن قوافل المساعدات ستواصل دخول القطاع رغم التوترات. أما الرئيس الأمريكي ترامب، فأكد أن وقف إطلاق النار لا يزال قائماً، مشيراً إلى أن قيادة حماس “قد لا تكون متورطة في الانتهاكات الأخيرة”.

ملف الرهائن والمحادثات المقبلة

وقالت مصادر أمريكية وإسرائيلية إن زيارة ويتكوف وكوشنر كانت مقررة مسبقاً لمناقشة المرحلة التالية من خطة ترامب لوقف إطلاق النار، لكن من المستبعد إحراز أي تقدم قبل أن تسلم حماس عدداً إضافياً من جثامين الرهائن، حيث يعتقد أن الحركة تحتفظ بست جثث يمكن تسليمها فوراً من أصل 16 لا تزال في القطاع.

وأعلنت حماس أنها حددت موقع جثة أحد الرهائن وستسلمها إذا سمحت الظروف، فيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن التحضيرات جارية لنقل الجثمان قريباً.

وفي الوقت ذاته، تستضيف القاهرة اليوم الاثنين اجتماعاً يضم وفداً من حماس برئاسة خليل الحية، لمناقشة آليات تنفيذ اتفاق الهدنة، وسط مقترحات لتشكيل حكومة تكنوقراط تدير قطاع غزة دون تمثيل مباشر للحركة.

وترفض إسرائيل بقاء حماس في الحكم أو الاحتفاظ بسلاحها، بينما ترفض الحركة أي إدارة أجنبية للقطاع كما جاء في خطة ترامب المؤلفة من 20 بنداً، وهو ما يعقد فرص تنفيذ الاتفاق.

ومع استمرار الغموض حول مصير الهدنة، يعيش سكان غزة حالة من القلق والخوف من تجدد العنف. وقال أحد النازحين من غزة: “الناس خافت الهدنة تنهار، الكل ركض يشتري أكل وشرب، والأسعار ارتفعت بشكل جنوني، واضح إن الصفقة ضعيفة جداً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى