اكتشاف غامض يثير دهشة….هل تخفي مجموعتنا الشمسية كوكبًا سريًا جديدًا؟

دخل علماء الفضاء في حالة من الحيرة والدهشة بعد اكتشاف ما وصفوه بأنه “عالم سري” أو كوكب محتمل مختبئ داخل المجموعة الشمسية، في اكتشاف قد يعيد رسم حدود نظامنا الكوني ويفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول إمكانية وجود كائنات فضائية لم نكتشفها بعد.
فبحسب ما كشفه باحثون من جامعة برينستون الأميركية، تشير دراسة فلكية حديثة إلى وجود جسم ضخم صخري بحجم قريب من حجم الأرض يقع على أطراف النظام الشمسي، أُطلق عليه مؤقتًا اسم الكوكب “واي” (Y).
ويرى العلماء أن الوقت قد حان لإعادة النظر في مفهومنا التقليدي للنظام الشمسي الذي نعرفه منذ عقود.
كوكب غامض في فناء الأرض الخلفي
يقول العلماء إن هذا الكوكب المحتمل يقع في منطقة بعيدة تُعرف باسم حزام كايبر، وهي حلقة ضخمة من الأجسام الجليدية والكويكبات الواقعة خلف كوكب نبتون. وقد لاحظ الباحثون أن نحو 50 جرمًا سماويًا في تلك المنطقة تميل مداراتها بزوايا غير مألوفة، ما دفعهم للاعتقاد بأن جسمًا ضخمًا خفيًا يؤثر بجاذبيته على حركة هذه الأجسام.
الدكتور أمير سراج، الباحث الرئيسي في الدراسة، أوضح أن الفريق حاول إيجاد تفسيرات أخرى لهذه الظاهرة، لكن النتائج أشارت إلى ضرورة وجود كوكب جديد لتفسيرها. وأضاف:
بدأنا بالبحث عن أسباب مختلفة لميلان تلك المدارات، لكن ما وجدناه يؤكد أننا نحتاج إلى كوكب هناك بالفعل.
“واي” يختلف عن “إكس”
الجدير بالذكر أن هذه الفرضية تختلف عن ما يُعرف بـ الكوكب التاسع (Planet X) الذي اقترحه عالما الفلك مايك براون وكونستانتين باتيجين عام 2016 لتفسير حركات بعض أجسام حزام كايبر.
فبينما يُعتقد أن “كوكب إكس” ضخم وبعيد جدًا، فإن “كوكب واي” يبدو أقرب وأكثر تشابهًا مع الأرض من حيث الحجم والطبيعة الصخرية.
وهذا يعني أن نظامنا الشمسي قد لا يضم ثمانية كواكب كما هو معروف، بل تسعة أو حتى عشرة.
صعوبة الرصد ومخاوف الغموض
يشير العلماء إلى أن الكوكب المحتمل يقع في منطقة لا يصلها سوى قدر ضئيل من ضوء الشمس، مما يجعل رؤيته بالتلسكوبات التقليدية أمرًا شبه مستحيل. ومع ذلك، يعتمد الباحثون على دراسة تأثيراته الجاذبية على الأجسام المحيطة لاستنتاج وجوده.
ويؤكد العلماء أن دراستهم لا تعني أنهم اكتشفوا كوكبًا جديدًا بالفعل، بل توصلوا إلى لغز فلكي حقيقي يحتمل أن يكون هذا الكوكب هو مفتاح حله.
كما لم يستبعد بعض الباحثين أن يكون هذا “العالم السري” مأهولًا بأشكال من الحياة لم نعرفها بعد، خاصة إذا توفرت فيه ظروف بيئية مناسبة.
إعادة رسم خريطة النظام الشمسي
هذا الاكتشاف يفتح فصلًا جديدًا في دراسة الكون، إذ يدعو العلماء إلى إعادة النظر في هيكل النظام الشمسي الذي ظل ثابتًا منذ قرون.
فإذا ثبت وجود “الكوكب واي”، فسيكون ذلك واحدًا من أهم الاكتشافات الفلكية في القرن الحادي والعشرين، وربما خطوة نحو فهم أعمق للعوالم الخفية التي تدور حولنا في الفضاء السحيق.