رصد عسكري: المعرفة بالقدرات العسكرية للدول والأسلحة العسكرية لإسرائيل

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، يُعد الرصد العسكري أداة حيوية لفهم توازن القوى العالمي. يستعرض هذا التقرير القدرات العسكرية للدول الرئيسية في عام 2025 بناءً على مؤشر القوة العسكرية العالمي (Global Firepower Index – GFP)، الذي يعتمد على أكثر من 60 عاملاً، مثل عدد القوات، الميزانية الدفاعية، والقدرات الجوية والبحرية والبرية، بالإضافة إلى الموارد الجغرافية.
كما يركز التقرير بشكل خاص على الأسلحة العسكرية لإسرائيل، التي تحتل المرتبة الثامنة عشرة عالمياً. المعلومات مستمدة من مصادر موثوقة مثل GFP، اتحاد العلماء الأمريكيين (FAS)، وتقارير معهد دراسة الحرب (ISW)، مع تحديثات حتى أكتوبر 2025.
القدرات العسكرية للدول الرئيسية في 2025
يُظهر مؤشر GFP لعام 2025، الذي يغطي 145 دولة، تصنيفاً يعتمد على “مؤشر القوة” (PwrIndx)، حيث يشير الرقم الأقل إلى قوة أكبر (الكمال 0.0000).
تتصدر الولايات المتحدة القائمة بفضل أسطولها الجوي والبحري الضخم، ترسانتها النووية، ونفوذها العالمي. تليها روسيا في المرتبة الثانية، مع تركيز على القوة البرية والنووية، ثم الصين في المرتبة الثالثة بأكبر قوات نشطة ونمو سريع في الأسطول البحري.
تأتي الهند رابعة بقوات برية كبيرة وقدرات نووية، ثم كوريا الجنوبية بخامسة بفضل تكنولوجياتها المتقدمة. المملكة المتحدة واليابان وتركيا وباكستان وإيطاليا تكمل قائمة العشرة الأوائل، حيث تعتمد الدول الأوروبية مثل المملكة المتحدة على تحالف الناتو، بينما تركز تركيا على صناعة دفاعية محلية، مثل طائرات Bayraktar بدون طيار.
تتفوق روسيا على الصين في الدبابات والمدفعية، بينما تمتلك الصين تفوقاً في عدد القوات البشرية. في المراتب 11 إلى 20، تأتي فرنسا في الحادية عشرة بقوة نووية وبحرية متقدمة، ومصر الثانية عشرة كأقوى قوة في أفريقيا بقوات برية هائلة، ثم إندونيسيا الثالثة عشرة بأسطول بحري إقليمي قوي، وألمانيا الرابعة عشرة مع ميزانية دفاعية متزايدة وتركيز على التكنولوجيا، وأستراليا الخامسة عشرة بدعم من تحالف AUKUS، وسعودية السادسة عشرة بإنفاق دفاعي ضخم وصواريخ متقدمة، وإيران السابعة عشرة ببرنامج صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار، وإسرائيل الثامنة عشرة بتفوق جوي ونووي غير معلن، وأوكرانيا التاسعة عشرة رغم الخسائر في الحرب لكن بدعم غربي، وبولندا العشرين بتوسع عسكري سريع في أوروبا الشرقية.
هذه الدول تعكس تنوعاً في القدرات، حيث تبرز الدول الآسيوية والأوروبية في التكنولوجيا، بينما تعتمد الدول العربية والأفريقية على القوة البرية والتحالفات.
القدرات العسكرية لإسرائيل: نظرة تفصيلية
تحتل إسرائيل المرتبة الثامنة عشرة عالمياً في GFP 2025، بدعم من ميزانية دفاعية تبلغ 24.5 مليار دولار وقوات نشطة تصل إلى 0.17 مليون جندي، مع إجمالي 0.67 مليون باحتساب الاحتياطي والقوات شبه العسكرية.
تركز إسرائيل على الدفاع عن حدودها ضد التهديدات من إيران وحماس وحزب الله، مع عمليات مستمرة في غزة ولبنان. في 2025، زادت إسرائيل إنفاقها بنسبة 20% بسبب النزاعات، مدعومة بمساعدات أمريكية سنوية تصل إلى 3.8 مليار دولار، وصناعة دفاعية متقدمة تصدر أسلحة بقيمة 12.5 مليار دولار، معتمدة على تكنولوجيا محلية مثل أنظمة الدرع الصاروخي.
الترسانة النووية
تمتلك إسرائيل ترسانة نووية غير معلنة رسمياً تقدر بحوالي 90 رأساً نووياً، مع قدرة على التوسع إلى 200. تشمل ثالوثاً نووياً: صواريخ أرضية مثل Jericho III (مدى 5,000 كم، قادرة على الوصول إلى إيران)، غواصات Dolphin-class (6 غواصات ألمانية الصنع، مزودة بصواريخ Popeye Turbo النووية)، وقاذفات جوية مثل F-15I. البرنامج النووي يركز على الردع الاستراتيجي، مع سياسة “الغموض النووي”، وتطوير أسلحة تكتيكية في 2025 لمواجهة التهديدات الإقليمية.
الأسلحة البرية
تتفوق إسرائيل في التكنولوجيا البرية مع 2,200 دبابة والمدفعية (حوالي 1,000 قطعة). تشمل الأسلحة الرئيسية دبابات Merkava Mk4 (حوالي 500، محلية الصنع مع نظام Trophy المضاد للصواريخ)، ومركبات مدرعة مثل Namer (حوالي 500).
أنظمة المدفعية تشمل مدافع M270 MLRS الأمريكية ورشاشات صواريخ Spike. صواريخ LORA الأرضية (مدى 400 كم) قادرة على ضربات دقيقة، وتُستخدم في عمليات ضد حزب الله، مع تركيز على الذكاء الاصطناعي في الدروع.
الأسلحة الجوية
يضم الأسطول الجوي الإسرائيلي 612 طائرة، منها 241 مقاتلة. تشمل المقاتلات F-35I Adir (حوالي 50، أمريكية مع تعديلات إسرائيلية)، F-16I (حوالي 100)، وF-15 Eagle (حوالي 70).
القاذفات تشمل Boeing 707 المعدلة، بينما تطور إسرائيل طائرات بدون طيار مثل Heron TP وHarop (انتحارية، مستخدمة في غزة لأكثر من 10,000 طلعة في 2025)، مع تفوق في الحرب الإلكترونية والاستخبارات الجوية.
الأسلحة البحرية
يضم الأسطول البحري 67 سفينة، بما في ذلك 5 غواصات (Dolphin-class مع قدرات نووية). تشمل الكورفيتات Sa’ar 6 الألمانية المزودة بصواريخ Barak-8، وفرقاطات Sa’ar 5.
إسرائيل تركز على حماية سواحلها في البحر المتوسط، مع صواريخ Gabriel البحرية (مدى 400 كم) المضادة للسفن، وتوسيع قدراتها ضد التهديدات الإيرانية عبر البحر الأحمر.
التحديات والتطورات
تواجه إسرائيل تحديات مثل النزاعات المستمرة (خسائر في غزة بلغت 700 جندي حتى 2025)، والتهديدات الصاروخية من إيران (أكثر من 300 صاروخ في أبريل 2024). في 2025، أطلقت إسرائيل نظام Iron Beam الليزري المضاد للصواريخ، وبرنامجاً لإنتاج 200 طائرة بدون طيار مسلحة محلياً.
صادرات الأسلحة تشمل أنظمة Spike إلى أوروبا، واستراتيجيتها تعتمد على “الضربات الاستباقية”، مدعومة بتحالف مع الولايات المتحدة، مع استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات لتقليل الخسائر.
يُظهر الرصد العسكري لعام 2025 هيمنة الولايات المتحدة وروسيا والصين على المشهد العسكري العالمي، مع تفوق إسرائيل في التكنولوجيا الجوية والدفاعية رغم حجمها الصغير، ودور متزايد لدول مثل إيران وأوكرانيا.