مقالات

من شرم الشيخ إلى غزة: كيف قرأت الصحافة الإيرانية قمة السلام ومساعي إنهاء الحرب؟

د. ريم أبو الخير إعلامية ومترجمة متخصصة في الشأن الإيراني والأفغاني

في خضمّ تصاعد الأحداث في قطاع غزة وتزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، برزت قمة شرم الشيخ للسلام بوصفها محطة محورية في الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وفتح مسار سياسي جديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

هذا الحدث لم يمرّ مرور الكرام في الصحافة الإيرانية، التي تناولته من زوايا متباينة تعكس خلفياتها السياسية والإعلامية، ما بين التحليل النقدي للدور المصري، والتشكيك في نوايا الأطراف الغربية، والتركيز على مواقف المقاومة الفلسطينية.

يسعى هذا المقال إلى رصد وتحليل التغطية الإيرانية لقمة شرم الشيخ منذ انطلاقها وحتى لحظة توقيع الاتفاق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإلقاء الضوء على الخطاب الإيراني تجاه مفاهيم “السلام”، و”الوساطة المصرية”، و”الشرعية الفلسطينية”، كما وردت في كُبريات الصحف الإيرانية.

الموقف المبدئي: الحذر والترقب الإعلامي

بدأت التغطية الإيرانية لقمة شرم الشيخ قبل انعقادها بعدة أيام، حين نقلت وكالة تسنيم عن مصدر رسمي أن إيران، رغم تلقيها دعوة رسمية من القاهرة، لن تشارك في القمة.

وقد عزت الوكالة القرار إلى “عدم جدوى اللقاءات التي تُعقد برعاية أمريكية وإسرائيلية، طالما لا تتضمن اعترافًا صريحًا بحقوق الشعب الفلسطيني”.

وفي تعليق موازٍ، نقلت صحيفة إيران عن المتحدث باسم الخارجية تأكيده أن طهران “ترحّب بأي مبادرة توقف المجازر في غزة”، لكنها ترى أن “قمة شرم الشيخ تمثل إطارًا أمريكيًا لإعادة إنتاج مسار تفاوضي يلتفّ على قوى المقاومة”.

جدل الدعوة: القاهرة أم واشنطن أم تل أبيب؟

من أبرز القضايا التي شغلت الإعلام الإيراني في الأيام الأولى للإعلان عن قمة شرم الشيخ كانت مسألة الجهة التي وجهت الدعوة إلى طهران.

بعض الوسائل الإيرانية نقلت عن مصدر أمريكي (مثل موقع أكسیوس) أن إيران دُعيت للمشاركة في قمة شرم الشيخ التي تركز على قضية غزّة

فقد ذكرت صحيفة كيهان أن الدعوة «وصلت عبر القنوات الأمريكية، لا المصرية»، معتبرة أن «القاهرة تعمل كممر دبلوماسي لتنفيذ رؤية واشنطن». هذا التناول أضفى على المؤتمر طابعًا أمريكيًّا صِرفًا في نظر الإعلام المحافظ، مما عزز موقف الرفض المبدئي للمشاركة.

أما وكالة إيرنا الرسمية فنقلت رواية مختلفة، مؤكدة أن الدعوة كانت من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شخصيًا إلى نظيره الإيراني، وهو ما وصفته بأنه «خطوة دبلوماسية ذات مغزى تعكس رغبة القاهرة في فتح قنوات حوار إقليمي». ومع ذلك، شددت الوكالة على أن طهران درست الأمر «في إطار شامل يتضمن الاعتبارات السياسية والأمنية».

وفي المقابل، تداولت بعض المواقع المقربة من التيار الثوري — مثل رجانيوز ومشرق — أن الدعوة جاءت بضغط من الولايات المتحدة وإسرائيل على الجانب المصري لتوسيع دائرة الحضور العربي والإقليمي، وإضفاء شرعية على المبادرة الغربية الجديدة.

وقالت مشرق نيوز صراحة: «القاهرة ليست صاحبة الدعوة، بل المنفذ الميداني لمبادرة أمريكية – صهيونية تهدف إلى عزل محور المقاومة».

هكذا تباينت الروايات في الإعلام الإيراني بين ثلاث سرديات رئيسية:

1. أن الدعوة أمريكية بغطاء مصري (كيهان، جوان)

2. أن الدعوة مصرية خالصة تسعى لإعادة الدور الإقليمي للقاهرة (إيرنا، إيران ديلي)

3. أن الدعوة إسرائيلية – أمريكية عبر القاهرة لجرّ طهران إلى مسار تفاوضي جديد (مشرق، رجانيوز).

هذا التناقض في السرد لم يكن تفصيلاً هامشيًا، بل عكس بوضوح طبيعة الريبة السياسية التي تنظر بها طهران إلى أي تحرك إقليمي تُشارك فيه واشنطن أو تل أبيب، حتى وإن حمل عنوان “السلام”.

الرفض الإيراني – الأسباب والدلالات

رغم التباين في سرد خلفيات القمة، توافقت أغلب الصحف الإيرانية على موقف الرفض الرسمي للمشاركة.

فقد أوضحت كيهان أن “الحكومة الإيرانية لا يمكن أن تكون طرفًا في مؤتمر سلام ترعاه الولايات المتحدة بينما تقصف غزة بأسلحتها”.

بينما نشرت صحيفة شرق تحليلاً اعتبر أن طهران “ترفض أي تسوية لا تشمل وقفًا شاملًا للعدوان واعترافًا واضحًا بحقوق الفلسطينيين التاريخية”.

وذهبت وكالة تسنيم إلى القول بأن “المشاركة الإيرانية كانت ستُفهم كإقرار ضمني بشرعية الترتيبات الأمريكية في المنطقة”.

كما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في تصريحات نقلتها وكالة إيرنا، أن “طهران تدعم أي مبادرة حقيقية من أجل وقف العدوان، لكن لا يمكن أن تكون جزءًا من مسرح سياسي لا يعالج جذور الأزمة”.

في مقابل ذلك، صحف مثل تسنيم نقلت تأكيدًا عن مصدر مطّلع أن مشاركة إيران في القمة “منتفی است” (مستبعدة) وأن طهران لا تنوي الحضور.

كذلك، نشرت وسائل إعلام إيرانية مثل تابناك مقالات تحليلية تسأل لماذا يجب على إيران رفض الدعوة، مبرزة أن الدعوة تأتي في إطار “مبادرة أميركية – إسرائيلية” قد لا تأخذ مصالح إيران بعين الاعتبار.

تُظهر هذه المواقف أن الرفض الإيراني لم يكن رفضًا دبلوماسيًا فحسب، بل جزءًا من رؤية استراتيجية ترى أن أي مسار سلام لا ينطلق من “حق المقاومة” هو “سلام مفخخ”، على حد وصف كيهان.

في خضم هذا الجدل، أعلنت طهران رسميًا رفضها المشاركة في القمة، مبرّرة ذلك بعدة أسباب سياسية وأيديولوجية وردت في الصحف الإيرانية المختلفة.

في تسنيم ، تمّ تأكيد أن رفض المشاركة قد تم اتخاذه رسميًا، حتى مع وجود دعوات مسبقة. و ذكرت راهبرد معاصر أن الرد الرسمي لطهران جاء برفض الدعوة المقدّمة إلى “پزشكيان” (وربما على مستوى مجلس أو رئاسة البرلمان) ورفض لاحق لمشاركة وزير الخارجية أيضًا.

فقد قال عباس عراقجي، وزير الخارجية، في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم: «رغم تقديرنا للدعوة المصرية، لا يمكن لإيران أن تشارك في مؤتمر تُرعاه أطراف تفرض عقوبات على الشعب الإيراني وتغطي جرائم الاحتلال في غزة».

وأضاف أن إيران «ترحب بأي مبادرة تُنهي العدوان وتعيد الحقوق إلى أصحابها، لكنها لا تقبل أن تكون شاهدًا على صفقة غير عادلة تُجمّل وجه الاحتلال».

أما صحيفة شرق الإصلاحية فرأت في الرفض الإيراني «موقفًا مبدئيًا، لكنه لا يخلو من حسابات سياسية دقيقة»، مشيرة إلى أن «الحضور كان سيُفهم في طهران كتنازل ضمني أمام واشنطن وتل أبيب، وهو ما لا يتحمله الداخل الإيراني في هذه المرحلة».

بينما وصفت كيهان القرار بأنه «انتصار للثبات الثوري»، معتبرة أن القمة «ما كانت إلا محاولة لإخراج المقاومة من معادلة الميدان عبر إغراءات سياسية واقتصادية».

بعض المعلقين الإيرانيين وصفوا غياب إيران عن القمة بأنه “فرصة ضائعة” أو بمثابة عامل عزلة دبلوماسية إضافية لإيران. وفي بعض التحليلات، ذُكر أن الدعوة إلى إيران يمكن أن تُعدّ فرصة تاريخية للتواجد في معادلات السلام الجديدة، إذا قُدمت بشكل يراعي مصالحها.

وسائل الإعلام الإيرانية التي ترصد الشأن الدولي عرضت هذا القرار كخط دفاعي لعدم التنازل عن مواقف إيران الثابتة، والتأكيد أن الحضور في حدث يُدار غالبًا من قِبل الولايات المتحدة قد يضر بالسيادة والموقف الإيراني.

إذن، جاء الرفض الإيراني نتيجة تفاعل ثلاثة اعتبارات أساسية:

1. الاعتبار الأيديولوجي: رفض أي عملية سلام لا تمر عبر محور المقاومة.

2. الاعتبار السياسي: خشية استغلال القمة لتطبيع إقليمي جديد تقوده واشنطن.

3. الاعتبار الداخلي: الحفاظ على صورة النظام في مواجهة الضغوط الغربية والاتهامات بالتنازل.

وهكذا قدّمت طهران رفضها لا بوصفه انسحابًا من مسار دبلوماسي، بل كدفاع عن “ثوابت الثورة” ومبادئ “الاستقلال السياسي”، وهي لغة تتكرر باستمرار في الخطاب الإيراني حين يتقاطع ملف فلسطين مع النفوذ الأمريكي في المنطقة.

من الناحية العملية، لا توجد (حتى اللحظة التي اطلعت عليها المصادر) مصادر إيرانية تفصيلية تتناول نص الاتفاق بالكامل كما في وسائل الإعلام الغربية، وإنما الروايات تكتفي بالتعليق العام والنقد المكشوف أو التحفظات.

رؤية الصحف المحافظة: القمة بوصفها مشروعًا أمريكيًا – صهيونيًا

الصحف المحافظة الإيرانية، وعلى رأسها كيهان وجوان ووطن امروز، تعاملت مع قمة شرم الشيخ منذ اللحظة الأولى بوصفها امتدادًا للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، وليست مبادرة سلام حقيقية.

ففي افتتاحية بعنوان “صلح به قیمت تسلیم” («سلام بثمن الاستسلام»)، وصفت كيهان القمة بأنها “غطاء سياسي لإنقاذ إسرائيل من مأزقها العسكري في غزة”. وأضافت أن “التوقيع على أي اتفاق برعاية أمريكية لا يعني إنهاء الحرب، بل تكريس نظام جديد من الوصاية على القرار الفلسطيني”.

أما صحيفة جوان فربطت القمة مباشرة بخطط واشنطن لما بعد الحرب، معتبرة أن “الولايات المتحدة تسعى إلى إدارة الهزيمة الإسرائيلية وتحويلها إلى مكسب دبلوماسي عبر مصر”، ورأت أن “مشاركة بعض العواصم العربية تأتي في إطار صفقة إعادة التموضع الإقليمي”.

وبلهجة أكثر حدة، كتبت وطن امروز: «قمة شرم الشیخ، صحنه تقسیم غنائم سیاسی پس از فاجعه انسانی غزه است» (“قمة شرم الشيخ هي ساحة لتقاسم الغنائم السياسية بعد المأساة الإنسانية في غزة”).

هذا الخطاب المحافظ تشكل في سياق إيديولوجي واضح: رفضٌ مطلق لأي مسار سلام يُستثنى منه محور المقاومة، واعتقاد بأن القمة تستهدف إخراج إيران وحلفائها من المشهد الإقليمي الجديد.

الخطاب الإصلاحي: بين الواقعية السياسية ودعم الدور المصري

على الجانب الآخر، حاولت الصحف الإصلاحية مثل شرق واعتماد وآرمان ملي تقديم قراءة أكثر توازنًا.

ففي مقال بعنوان «دیپلماسی قاهره و سکوت تهران» (“دبلوماسية القاهرة وصمت طهران”)، رأت شرق أن “مصر تحاول استعادة دورها التاريخي في الوساطة، فيما تميل طهران إلى التريث وعدم التصادم مع التحرك المصري”، مضيفة أن “النجاح المصري في إيقاف العدوان قد يعزز فرص الحوار الإقليمي مستقبلًا”.

أما اعتماد فاعتبرت أن “رفض إيران المشاركة لا يعني إغلاق الباب أمام التعاون، بل يعكس موقفًا تكتيكيًا لتجنّب الظهور في مؤتمر تُهيمن عليه واشنطن”، وأشارت إلى أن “الخطاب المصري، رغم قربه من الموقف الأمريكي، حافظ على مسافة رمزية من إسرائيل”.

في هذا الطرح الإصلاحي، بدت نغمة الصحافة الإيرانية أقل حدة، وأكثر إدراكًا لتعقيدات الدور المصري الذي يتعامل مع ضغوط دولية وإقليمية متشابكة. كما عبّر بعض الكتّاب عن تقدير ضمني لدبلوماسية القاهرة في إدارة الأزمة، رغم التحفظ على مخرجات القمة.

الإعلام الرسمي: الحذر الدبلوماسي وتأكيد المبادئ

وكالة إيرنا وصحيفة إيران ديلي، الناطقتان بلسان الحكومة، حافظتا على لغة أكثر توازنًا.

أشارت إيرنا إلى أن “القرار الإيراني بعدم الحضور جاء بعد دراسة معمقة شارك فيها مجلس الأمن القومي”، مؤكدة أن طهران “ترحب بالوساطة المصرية إذا كانت خالصة من التأثير الأمريكي وتضمن إنهاء الاحتلال لا تكريسه”.

أما إيران ديلي فركزت على البعد الإنساني، معتبرة أن “القمة، رغم محدوديتها، قد تسهم في تخفيف معاناة سكان غزة إذا صدقت النيات”، لكنها شددت على أن “غياب إيران لا يعني عزلة، بل انسجام مع مبدئها الثابت في رفض الحلول المفروضة”.

بهذا الخطاب، حاول الإعلام الرسمي الموازنة بين المبدأ الثوري والبراغماتية الدبلوماسية، ليظهر الموقف الإيراني أكثر نضجًا وواقعية في محيط إقليمي مضطرب.

القمة والتوقيع: قراءة رمزية للمشهد المصري – الأمريكي

حين التُقطت صور توقيع الاتفاق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شرم الشيخ، اشتعلت موجة جديدة من التعليقات في الإعلام الإيراني.

وصفت كيهان المشهد بأنه “عرضٌ مسرحيّ من إخراج البيت الأبيض”، فيما اعتبرت مشرق نيوز أن “ترامب يسعى لتقديم إنجاز سياسي يعوّض إخفاقه في الداخل، مستخدمًا السيسي كواجهة عربية لإقرار مشروع أمريكي جديد في المنطقة”.

من جانبها، كتبت شرق أن “القاهرة نجحت في فرض حضورها السياسي رغم تباين المواقف”، بينما رأت اعتماد أن “توقيع الاتفاق لا يلغي جوهر الأزمة، لأن جذورها ما زالت في الاحتلال والحصار”.

أما جام جم، القريبة من هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، فقد ركزت على البُعد الإعلامي للمشهد، مشيرة إلى أن “القمة أظهرت القاهرة بمظهر الوسيط المتوازن، فيما ظهر ترامب كمبادر عالمي للسلام”، ثم أضافت بسخرية: “لكن لا أحد سأل عن صوت غزة، الذي غاب عن الصورة كما غاب عن النصوص”.

ركزت وسائل الإعلام الإيرانية على ما وصفته بـ”انتصار الدبلوماسية المصرية على حساب استقلال القرار العربي”.

إذ رأت صحيفة جوان أن “القاهرة نجحت في إدارة مشهد تفاوضي معقد، لكنها دفعت ثمنًا سياسيًا بتقاربها الزائد من واشنطن.”

أما إيران ديلي فوصفت لحظة التوقيع بأنها “إعلان بداية مرحلة جديدة في الدور المصري الإقليمي، وإن بقيت رهينة التوازن بين واشنطن وطهران.”

بينما ختمت كيهان تغطيتها بعبارة لافتة:

قمة شرم الشيخ ليست نهاية الحرب، بل بداية فصل جديد من معركة الوعي في العالم الإسلامي.

تُظهر متابعة التغطية الإيرانية لقمة شرم الشيخ تعددًا في الأصوات، لكنها تجتمع على محور رئيسي واحد: الشك العميق في نوايا الأطراف الغربية تجاه القضية الفلسطينية.

ويمكن تلخيص اتجاهات الخطاب الإعلامي الإيراني في ثلاثة مستويات متمايزة:

1. الخطاب الأيديولوجي المحافظ: رفض قاطع لأي تسوية بوساطة أمريكية أو إسرائيلية، وتأكيد على مركزية المقاومة كخيار.

2. الخطاب الإصلاحي التحليلي: قبول مشروط بالدور المصري، مع نقد للانفراد الأمريكي بالعملية السياسية.

3. الخطاب الرسمي الدبلوماسي: توازن بين المبدأ الثوري والرغبة في إبقاء قنوات الحوار العربي مفتوحة.

كيف جرت التغطية بعد انطلاق القمة وتوقيع الاتفاق؟

بما أن إيران لم تشارك رسمياً في القمة، فإن التغطية الإيرانية ركّزت على:

1. التركيز على رفض المشاركة والتبرير

o الصحف الإيرانية أو وسائل الإعلام الموالية ركّزت على مبررات الرفض، خاصة ما يتعلق بالهجمات على إيران أو العقوبات، معتبرة أن الحضور يُشكّل شرعنة لمن يهاجمون إيران.

o تم التأكيد على أن إيران تؤيد “أي مبادرة لإنهاء الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة” لكن بشروط تُمكّنها من المحافظة على مواقفها المبدئية.

2. قراءة سياسية للاتفاق الموقّع وموقف ترامب والسيسي

o وسائل الإعلام المقربة حاولت قراءة ما إذا كان الاتفاق بين السيسي وترامب يخدم مصلحة الدول العربية أو المنتخبين في المنطقة، وهل يُمثّل “انحيازًا” لإسرائيل أو الضغوط الأمريكية.

o كما تم التركيز على أن إيران قد تكون في موقف محرَج، إذ إن غيابها أثناء توقيع اتفاق دولي يجعلها تبدو ككيان معزول عن المبادرات الإقليمية الكبرى.

3. التشكيك في مدى التزام الاتفاق واستمراريته

o من المتوقع أن تُطرح تساؤلات في الإعلام الإيراني حول ما إذا كان الاتفاق الموقّع سيكون فعليًا وقابلًا للتنفيذ، أو أنه سيكون سقفًا رمزيًا فقط.

o كما قد يُبرز الإعلام الإيراني نقاط الخطر في الاتفاق، خاصة ما يتعلق بنزع السلاح من حماس أو دور القادة الدوليين في غزة.

هكذا قدّمت الصحافة الإيرانية قمة شرم الشيخ كاختبار جديد للعلاقات العربية – الأمريكية، ومؤشرًا على موقع مصر المتجدد في معادلة الشرق الأوسط، لكنها أبقت على الثابت الإيراني الأبرز: رفض أي “سلام” لا يُعيد الحق إلى فلسطين ولا يُنهي جذور الاحتلال.

وتكشف التغطية الإيرانية لقمة شرم الشيخ أن الموقف من “السلام” لم يكن موقفًا من الحدث ذاته فحسب، بل من المنظور الذي يُدار به.

فإيران، كما عكسته صحفها، ترى أن أي وساطة لا تستند إلى مقاومة الاحتلال هي تسوية ناقصة، وأن القاهرة – رغم تقديرها لدورها التاريخي – تتحرك في مساحة حساسة بين الانفتاح الإقليمي والالتزام بالتحالفات الغربية.

وهكذا، عكست القمة في الإعلام الإيراني تقاطعات السياسة والإيديولوجيا أكثر مما عكست تفاصيل المفاوضات، لتصبح مرآة دقيقة لحدود التفاهم الممكن بين طهران والقاهرة في ظل خريطة شرق أوسط جديد.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى