عالم فلك يحذر: أقمار إيلون ماسك تهدد الغلاف الجوي وقد تسبب كارثة بيئية
أثار عالم الفلك الأميركي جوناثون مكدول، الذي يعمل في مركز هارفارد-سميثسونيان للفيزياء الفلكية منذ أكثر من ثلاثة عقود، تحذيرات خطيرة بشأن الأقمار الصناعية التابعة لشركة ستارلينك المملوكة للملياردير إيلون ماسك، مؤكداً أنها قد تُسبب أضراراً جسيمة للغلاف الجوي للأرض، خاصة مع تزايد معدلات سقوطها بمعدل قمر أو قمرين يومياً.
وأوضح مكدول أن احتراق هذه الأقمار أثناء عودتها إلى الأرض يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية ضارة في طبقة الستراتوسفير، قد تؤثر على طبقة الأوزون وتزيد من خطر سرطان الجلد ومشكلات العيون نتيجة ارتفاع مستويات الأشعة فوق البنفسجية التي تخترق الغلاف الجوي.
وأشار العالم إلى أن المدار الأرضي يعج حالياً بما يزيد على 25 ألف قطعة من الحطام الفضائي، تتضمن أقماراً صناعية متوقفة عن العمل، وصواريخ مستنفدة، وشظايا ناتجة عن اصطدامات سابقة.
أما شركة سبيس إكس، فتشغل وحدها نحو 8 آلاف قمر صناعي ضمن مشروع “ستارلينك”، مع خطط لإطلاق المزيد خلال الأعوام المقبلة لتوسيع نطاق خدمات الإنترنت الفضائي حول العالم.
ووفقاً لتقارير موقع Spaceflight Now، أطلقت الشركة خلال عام 2025 فقط أكثر من 2000 قمر صناعي جديد، فيما حذرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA) من أن استمرار هذا النمو السريع قد يشكل تهديداً حقيقياً للبشرية بحلول عام 2035، نتيجة تزايد مخاطر سقوط الأقمار أو تصادمها في المدار المنخفض.
لكن إيلون ماسك رفض تلك التحذيرات ووصفها بأنها “غير دقيقة ومبالغ فيها”، مؤكداً أن أقمار “سبيس إكس” مصممة لتتفكك كلياً عند دخولها الغلاف الجوي. ومع ذلك، أقرت الشركة في فبراير الماضي بأن بعض الأقمار لا تحترق بالكامل، ما يثير مزيداً من القلق بشأن تراكم بقاياها في الطبقات العليا من الجو.
كما أشار مكدول إلى أن عدد عمليات سقوط الأقمار الصناعية سيزداد خلال السنوات المقبلة، وقد يصل إلى خمس مرات يومياً، مما يزيد من احتمالية وقوع ما يعرف بـ “متلازمة كيسلر”، وهي سلسلة من الاصطدامات المتتابعة بين الأقمار الصناعية، قد تؤدي إلى توليد سحب ضخمة من الحطام الفضائي، وتهدد مستقبل الرحلات والنشاطات الفضائية برمتها.
