بدأت، صباح الأحد 12 أكتوبر 2025، عملية دخول المساعدات الإنسانية والغذائية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ عدة أشهر، وذلك بعد يومين فقط من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
نحو 400 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية المتنوعة بدأت بالتحرك فجر اليوم (في السادسة صباحاً بتوقيت القاهرة، الثالثة بتوقيت غرينتش) من معبر رفح باتجاه معبري كرم أبو سالم والعوجة، تمهيداً لإدخالها إلى داخل القطاع.
وخلال الساعة الأولى من بدء العملية، عبرت 90 شاحنة بالفعل من الجانب المصري إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة، في إطار خطة منظمة لتوزيع المساعدات على مناطق القطاع كافة، ولا سيما شمال غزة الذي يعاني أوضاعاً إنسانية صعبة.
وتعد هذه المرة الأولى منذ شهر مارس (آذار) الماضي التي يتم فيها إرسال المساعدات عبر معبر العوجة أيضاً، وذلك بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد الشاحنات التي تسعى السلطات المصرية والأممية إلى إدخالها بشكل عاجل لتخفيف معاناة السكان.
وكشفت مصادر مطلعة أن السلطات المصرية تجري حالياً تنسيقاً مكثفاً مع جميع الأطراف المعنية — بما في ذلك الجانب الفلسطيني والأمم المتحدة — لفتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني يوم الثلاثاء المقبل، بغرض استقبال الجرحى والمصابين والمرضى الفلسطينيين القادمين من غزة، إضافة إلى السماح بعبور العالقين والأجانب مزدوجي الجنسية من وإلى الأراضي المصرية.
ويأتي هذا التحرك في ظل تحذيرات أممية متواصلة من تفاقم الكارثة الإنسانية في شمال غزة، حيث أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن المنطقة تشهد أوضاعاً كارثية ومجاعة معلنة منذ أكثر من شهرين، نتيجة الحصار وغياب المساعدات الغذائية والطبية.
وتؤكد مصادر ميدانية أن عمليات توزيع المساعدات ستجري بإشراف مشترك من الهلال الأحمر المصري والفلسطيني، وبمشاركة منظمات الإغاثة الدولية، لضمان وصول الإمدادات إلى العائلات المتضررة والنازحين في مختلف أنحاء القطاع.
ويُتوقع أن تستمر قوافل المساعدات في العبور خلال الأيام المقبلة بوتيرة متزايدة، في وقتٍ تأمل فيه الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية أن تفتح هذه الخطوة نافذة أمل جديدة لتخفيف معاناة سكان غزة بعد أشهر طويلة من الحصار والدمار.
