فتح: تصريحات عباس تعكس إرادة الشعب الفلسطيني للسلام العادل وليس الاستسلام

أكد عبد الفتاح دولة، المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، أن تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني نحو تحقيق السلام العادل، وليس الخضوع أو الاستسلام.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها دولة لقناة “العربية” مساء الجمعة، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يأتي في سياق التطورات الإيجابية الأخيرة، ولا سيما الاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية وجهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأوضح دولة أن السلطة الفلسطينية تسير بخطى ثابتة نحو تنفيذ خطة إصلاحات شاملة تشمل قطاعات حيوية مثل الصحة، الأمن، والحوكمة. وأضاف: “نعمل على تقديم أنفسنا كدولة ذات مؤسسات قوية وفعالة، قادرة على تحمل مسؤولياتها الوطنية والدولية.” وأشار إلى أن هذه الإصلاحات تهدف إلى بناء نموذج حكم يحتذى به، يعزز مكانة السلطة الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني.
تأتي هذه التصريحات في أعقاب مقابلة أجرتها القناة 12 الإسرائيلية مع الرئيس عباس في رام الله يوم الخميس، حيث أكد التزامه بمواصلة الإصلاحات التي تعهدت بها السلطة للولايات المتحدة.
وأعرب عباس عن شكره للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دوره في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، واصفًا اليوم الذي أُعلن فيه الاتفاق بـ”يوم عظيم جدًا” للشعب الفلسطيني وللمنطقة بأسرها.
وشدد على أن الإصلاحات ستشمل تحسين الأداء في القطاعات الصحية والأمنية، بهدف بناء سلطة قوية وراسخة قادرة على قيادة الشعب الفلسطيني نحو تحقيق أهدافه الوطنية.
في سياق حديثه عن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أعلنته الولايات المتحدة كجزء من خطة ترامب الشاملة لإنهاء الصراع في غزة، عبر عباس عن تفاؤله بإمكانية تحقيق أمن وسلام دائمين بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد أن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية يمثل ركيزة أساسية لتعزيز السلام العادل والشامل، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني يسعى إلى إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، كجزء من حل الدولتين.
وأضاف عباس أن السلطة الفلسطينية ملتزمة بالعمل مع المجتمع الدولي لضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، بما يشمل إطلاق سراح الرهائن، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود، والبدء في عملية إعادة الإعمار.
كما أشاد بالدور الدولي، وخاصة دعم الاتحاد الأوروبي، الذي أعلن استعداده للمساهمة في استقرار غزة وإعادة إعمارها، بالإضافة إلى دعمه المستمر لإصلاحات السلطة الفلسطينية.
وأشار دولة إلى أن الاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية من قبل عدد من الدول، بما في ذلك دول أوروبية مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج، تعزز مكانة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، وتؤكد أن الشعب الفلسطيني يسعى إلى السلام من موقع قوة وحقوق مشروعة، وليس من منطلق التنازل عن هذه الحقوق.
وأكد أن هذه الاعترافات تمثل خطوة مهمة نحو ترسيخ مكانة فلسطين كدولة ذات سيادة، مما يدعم جهود السلطة لتوحيد الأراضي الفلسطينية ومؤسساتها.
ويعكس هذا الموقف تصميم السلطة الفلسطينية على المضي قدمًا في تعزيز بنيتها التحتية المؤسسية والسياسية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها، بما في ذلك الانقسام الداخلي والوضع الإنساني الصعب في غزة.
ويُنظر إلى الإصلاحات المعلنة كجزء من استراتيجية أوسع لإعادة توحيد غزة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية، بما يتماشى مع رؤية الحل السياسي المدعوم دوليًا.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الإقليم دفعة دبلوماسية قوية، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي دعمه الكامل لخطة ترامب، مع التزامه بتقديم الدعم المالي والفني لإعادة إعمار غزة وتعزيز قدرات السلطة الفلسطينية.
ومن المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة مزيدًا من التنسيق بين الأطراف الدولية والفلسطينية لضمان تنفيذ الاتفاق والبدء في مشاريع إعادة الإعمار، في خطوة تُعد الأولى من نوعها نحو تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.