الاتحاد الأوروبي يعلن دعمه لخطة ترامب: التزام بإعادة إعمار غزة ودعم الاستقرار

أعرب الاتحاد الأوروبي عن ترحيبه الحار بالاتفاق المبدئي على المرحلة الأولى من الخطة الشاملة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء النزاع في قطاع غزة، والتي تهدف إلى تحقيق وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين.
جاء هذا الإعلان في بيان رسمي صادر عن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية، يؤكد استعداد الاتحاد للمشاركة الفعالة في تنفيذ هذه الخطة باستخدام مجموعة واسعة من الأدوات الدبلوماسية والمالية والإنسانية المتاحة له.
وفقاً للبيان الذي نقلته وكالة رويترز، أكد الاتحاد الأوروبي أنه “مستعد للمساهمة في تنفيذ الخطة الشاملة لإنهاء الصراع في غزة”، مشدداً على دوره في تعزيز الاستقرار الأمني، وإعادة الإعمار الشامل، وتطوير البنية التحتية المدمرة في القطاع.
وأوضح البيان أن هذه المساهمة ستشمل دعماً للوصول الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية، بالتعاون مع الوكالات الأممية والمنظمات غير الحكومية الدولية، وفقاً للمعايير الدولية.
كما شدد الاتحاد على أهمية استخدام بعثاته الأوروبية الحالية، مثل بعثة EUBAM رفح لمراقبة الحدود وبعثة EUPOL COPPS لدعم الشرطة الفلسطينية، لتعزيز الجهود في مجالات الأمن والحوكمة.
دعا الاتحاد جميع الأطراف المعنية – بما في ذلك إسرائيل وحركة حماس والسلطة الفلسطينية – إلى الالتزام الكامل بالاتفاق دون أي تأخير أو شروط إضافية، لضمان تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتوزيع المساعدات الإنسانية على نطاق واسع داخل غزة.
وأضاف البيان أن هذا الالتزام سيفتح الباب أمام “إعادة إعمار غزة كاملة”، مع التركيز على منع أي نزوح قسري للسكان الفلسطينيين، وتعزيز آليات الأمن التي تضمن سلامة الجميع، ومنع أي ضم أراضٍ أو إجراءات أحادية الجانب تنتهك القانون الدولي.
في سياق متصل، أكد الاتحاد الأوروبي استمرار دعمه القوي للسلطة الفلسطينية في رام الله، بما في ذلك تعزيز الإصلاحات الإدارية والاقتصادية الجارية.
وقال الممثل الأعلى إن “الاتحاد سيواصل تقديم الدعم المالي والفني للسلطة لتعزيز قدراتها في الحوكمة والتنمية، مما يساهم في توحيد الأراضي الفلسطينية ومؤسساتها، بما في ذلك دمج غزة مع الضفة الغربية وشرق القدس”.
هذا الدعم يأتي في إطار التزام أوروبي أوسع بالحل السياسي ذي الدولتين، حيث يُعتبر إعادة إعمار غزة خطوة أساسية نحو السلام الشامل في المنطقة.
يأتي هذا الإعلان في أعقاب اجتماعات مكثفة عقدتها دول أوروبية وعربية في باريس يوم الخميس الماضي، حيث ناقشت الوفود – بما في ذلك وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا إلى جانب ممثلين من قطر والأردن والإمارات – تفاصيل الخطة الأمريكية، مع التركيز على آليات الاستقرار بعد الحرب.
وفقاً لتقارير من رويترز، حددت هذه الاجتماعات مجالات التعاون الرئيسية، بما في ذلك الأمن، الحوكمة، إعادة الإعمار، والمساعدات الإنسانية، مع تحديد مساهمات محتملة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتمويل مشاريع الإعمار التي قد تصل تكلفتها إلى مليارات اليورو.
تذكر الخطة الشاملة لترامب، التي أُعلن عنها في نهاية سبتمبر الماضي، عن 20 نقطة رئيسية تشمل وقفاً فورياً للعمليات العسكرية، تبادل الأسرى والرهائن (بما في ذلك إطلاق سراح جثامين 15 فلسطينياً مقابل كل جثمان إسرائيلي)، إعادة فتح معابر مثل رفح تحت إشراف دولي، وإنشاء هيئة انتقالية فلسطينية لإدارة غزة مع إشراف دولي، بالإضافة إلى خطة إعادة إعمار تتضمن مشاريع تنموية واقتصادية بقيادة خبراء عرب ودوليين.
وقد حصلت الخطة على دعم واسع من دول عربية مثل السعودية وقطر ومصر، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، مع تأكيد الرئيسة التنفيذية للمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على أن “الخطة فرصة للسلام الدائم، والاتحاد مستعد لدعم نجاحها”.
رغم الترحيب العالمي، أثار الاتفاق بعض الجدل حول التزامات إسرائيل بالانسحاب الكامل من غزة، ودور حماس في الحكم المستقبلي، وآليات الضمانات الدولية لمنع انتهاكات محتملة.
ومع ذلك، يُعتبر هذا التطور خطوة تاريخية نحو إنهاء النزاع الذي استمر لأكثر من عامين، مما أسفر عن خسائر بشرية هائلة ودمار واسع في غزة. ويُتوقع أن يعقد اجتماع دولي في جنيف الأسبوع المقبل لتنسيق الجهود الإنسانية والإعمارية، مع مشاركة الاتحاد الأوروبي كشريك رئيسي.