ترامب يحقق اختراقًا في اتفاق غزة رغم بقاء قضايا عالقة

مع دخول الحرب على غزة عامها الثالث، تمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تحقيق اختراق دبلوماسي غير مسبوق، بعد أن أقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبدء في تنفيذ اتفاق سلام مبدئي يشمل وقف إطلاق النار ومبادلة الأسرى بين إسرائيل وحماس.
الاتفاق الذي تم توقيعه في شرم الشيخ بمصر يُعد أول خطوة عملية نحو إنهاء الصراع المستمر منذ سنوات، لكنه لا يخلو من عقبات سياسية وأمنية قد تعيق تطبيقه الكامل.
قضايا خلافية قد تعرقل التنفيذ
يرى محللون أن خطة ترامب المؤلفة من 20 بندًا تترك العديد من الملفات الحساسة دون حسم، مثل نزع سلاح حركة حماس، ومستقبل حكم قطاع غزة، وآلية إعادة الإعمار.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن المفاوضات غير المباشرة التي استمرت ثلاثة أيام لم تتناول بعد القضايا الجوهرية، ما يجعل التنفيذ الفعلي للاتفاق محفوفًا بالمخاطر.
ويقول جوناثان بانيكوف، نائب مسؤول المخابرات الوطنية الأمريكية السابق، إن “التحدي الحقيقي هو ضمان ألا يتحول وقف إطلاق النار إلى مجرد هدنة مؤقتة ضمن دورة العنف المستمرة”.
إقرأ أيضًا:هدنة مرتقبة في غزة بخطة ترامب إطلاق رهائن وأسرى
نفوذ ترامب وحساباته السياسية
بحسب تقارير دبلوماسية، مارس ترامب ضغطًا مباشرًا على نتنياهو لقبول الإطار المقترح، مستفيدًا من شعبيته الكبيرة داخل إسرائيل ونفوذه الشخصي لدى العديد من الدول العربية.
كما حشد دعم كلٍّ من قطر وتركيا للضغط على حماس، وإقناعها بقبول بنود الاتفاق المتعلقة بتبادل الأسرى ووقف الهجمات.
وقالت مصادر أمريكية إن جاريد كوشنر وستيف ويتكوف قادا الوساطة من جانب واشنطن، في وقت تسعى فيه إدارة ترامب إلى تعزيز صورتها كوسيط فعال في الشرق الأوسط.
تحديات مستقبلية وغموض حول مصير غزة
ورغم الزخم الإيجابي، لا تزال هناك تساؤلات كبيرة حول المرحلة التالية من الاتفاق، بما في ذلك إفراج إسرائيل عن الأسرى الفلسطينيين، ودور حماس في إدارة القطاع، والجهات التي ستموّل إعادة إعمار غزة.
ويقول جوناثان ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: “ما تحقق خطوة مهمة، لكن الطريق إلى السلام لا يزال مليئًا بالتحديات، وسنشهد أسابيع صعبة قادمة”.
إقرأ أيضًا:سكان غزة يعودون بين الأنقاض مع بدء انسحاب القوات الإسرائيلية
ترامب يسعى لتتويج إنجازه السياسي
يروج الرئيس الأمريكي السابق لاتفاق غزة باعتباره أبرز إنجازاته في السياسة الخارجية، وربما ورقته الأقوى في حملته الانتخابية المقبلة، مشيرًا إلى أنه “فتح الطريق نحو سلام دائم في الشرق الأوسط”.
ورغم أن المراقبين يشيدون بجهوده، إلا أن نجاح هذا الاتفاق يعتمد على مدى قدرته على تحويل النوايا السياسية إلى واقع ميداني في واحدة من أعقد ساحات النزاع في العالم.



