سكان غزة يعودون بين الأنقاض مع بدء انسحاب القوات الإسرائيلية

بدأت القوات الإسرائيلية اليوم الجمعة الانسحاب من عدة مناطق في قطاع غزة، تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينما بدأ آلاف الفلسطينيين العودة إلى أحيائهم المدمرة بعد عامين من الحرب المدمرة.
وقال إسماعيل زايدة (40 عامًا) من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة:
“الحمد لله بيتنا لسه واقف… لكن المكان كله دمار، البيوت مهدمة بالكامل، مربعات سكنية راحت.”
وأضاف: “بيقولوا إن الهدنة بدأت، لكن ما فيش تأكيد رسمي، ولسه الخوف مسيطر علينا.”
إقرأ أيضًا:هدنة مرتقبة في “غزة” بخطة “ترامب”: إطلاق رهائن وأسرى
بدء تنفيذ اتفاق ترامب وعودة الرهائن
كانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت فجر الجمعة على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، والذي ينص على وقف الأعمال القتالية خلال 24 ساعة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين خلال 72 ساعة.
وتتضمن المرحلة الأولى من خطة ترامب انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المدن والمناطق الحضرية الكبرى في غزة، مع الإبقاء على السيطرة على نحو نصف مساحة القطاع، تمهيدًا لبدء دخول شاحنات المساعدات الغذائية والطبية إلى السكان المنكوبين الذين يعيش مئات الآلاف منهم في خيام.
انسحابات جزئية وقصف متقطع
وأكد سكان في خان يونس ومخيم النصيرات أن القوات الإسرائيلية بدأت بالانسحاب من مناطق شرقية باتجاه الحدود، رغم سماع قصف مدفعي متقطع.
وقال شهود إن بعض القوات الإسرائيلية فككت مواقعها في الوسط والجنوب، بينما بقيت وحدات أخرى في مواقع محددة.
وفي مدينة غزة، انسحبت القوات من الطريق الساحلي المؤدي إلى وسط المدينة، ما سمح بعودة مئات الفلسطينيين سيرًا على الأقدام إلى مناطقهم المدمرة. إلا أن إطلاق النار المتقطع أجبر كثيرين على التراجع خوفًا من تجدد المواجهات.
عودة مؤقتة وسط الركام
بدأت فرق الإنقاذ الفلسطينية عمليات بحث في الأحياء التي لم تتمكن من دخولها منذ شهور بسبب العمليات العسكرية، وانتشلت ما لا يقل عن 10 جثث من تحت الأنقاض.
وقال مهدي سقلة (40 عامًا):
“رجعنا لغزة رغم الدمار… المهم نكون في مكاننا بعد سنتين من النزوح والمعاناة.”
إقرأ أيضًا:ترامب يزور إسرائيل بعد التوقيع علي خطتة لأنهاء الحرب في غزة
ضمانات بإنهاء الحرب وبدء مرحلة الاستقرار
أعلن رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، أن الحركة تلقت ضمانات من الولايات المتحدة والوسطاء الدوليين تؤكد أن الحرب قد انتهت بشكل كامل، مضيفًا أن الاتفاق يمهد لمرحلة جديدة تشمل إعادة الإعمار ورفع الحصار.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته وافقت على الإطار الكامل لصفقة تبادل الرهائن، مشيرًا إلى أن الجيش سيبقى متمركزًا في مواقع محددة داخل غزة “لضمان نزع سلاح حماس تدريجيًا”.
الدور الأميركي والوجود الدولي في غزة
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيتوجه إلى المنطقة الأحد المقبل لحضور مراسم توقيع اتفاق غزة في القاهرة، مؤكدًا إرسال 200 جندي أميركي ضمن قوة مهام مشتركة تضم عناصر من مصر وقطر وتركيا وربما الإمارات، بهدف تثبيت الاستقرار ومراقبة تنفيذ الهدنة.
وأكد مسؤولون أميركيون أن هذه القوة لن تتمركز داخل قطاع غزة، بل ستعمل من المعابر والحدود لدعم تنفيذ الاتفاق وضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية.
خسائر فادحة ومعاناة إنسانية
تقول وزارة الصحة في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية التي بدأت بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب دمار شبه كامل للبنية التحتية.
ويرى مراقبون أن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل أهم خطوة حتى الآن نحو إنهاء أطول حرب في تاريخ غزة الحديث، ويفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة قد تعيد رسم ملامح الصراع في المنطقة.