أخبار عربية

اتفاق إسرائيل و”حماس”: هدنة هشة أم محطة لصراع جديد؟

صحيفة عبرية تحذر: دون ضمانات صارمة.. الاتفاق قد يتحول إلى وقود للجولة المقبلة

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، في تقرير تحليلي، عن تصاعد المخاوف داخل تل أبيب من أن يتحول الاتفاق المبرم مع حركة “حماس” إلى مجرد هدنة مؤقتة تمنح الحركة فرصة لإعادة بناء قوتها العسكرية، بدلًا من أن يكون خطوة نحو تهدئة طويلة المدى.

وترى الصحيفة أن الاتفاق الحالي، وإن كان يوفر لإسرائيل “فسحة لالتقاط الأنفاس”، فإنه قد يصبح عبئًا استراتيجيًا إذا لم يُدعّم بآليات حازمة تضمن الالتزام ببنوده، وتمنع استغلاله من جانب “حماس” لإعادة تنظيم صفوفها.

اقرأ أيضًا: مكالمة هاتفية بين السيسي وترامب للتهنئة بنجاح خطة غزة

ثلاث وسائل لمواجهة خروقات محتملة

قدمت “يديعوت” ثلاث وسائل ترى أنها ضرورية لتجنب الوقوع في “الفخ”:

1- التحقق الآني

اعتماد منظومة تكنولوجية تشمل أجهزة استشعار متقدمة، وطائرات بدون طيار، وفحص متعدد الطبقات للشحنات المتجهة إلى غزة، إلى جانب تعزيز تبادل المعلومات الاستخبارية برًا وبحرًا.

2- إعادة فرض العقوبات تلقائيًا

شددت الصحيفة على ضرورة أن يقابل أي “انتهاك جوهري” – مثل إطلاق الصواريخ، أو عمليات التهريب، أو الاختطاف – تعليق فوري للمزايا، واستعادة الجيش الإسرائيلي حرية العمل دون الدخول في مفاوضات مطولة.

3- إغلاق ممر فيلادلفيا

دعت الصحيفة إلى إغلاق هندسي–تكنولوجي لطرق التهريب بين غزة ومصر، تحت إشراف مصري ورقابة دولية صارمة، مع وضع ميزانية وجدول زمني واضح للتنفيذ.

اقرأ أيضًا: ترامب يزور إسرائيل بعد التوقيع علي خطتة لأنهاء الحرب في غزة 

إعمار مشروط ونزع للسلاح

أكدت الصحيفة أن إعادة إعمار غزة يجب أن تكون مشروطة بنزع سلاح حماس، مشيرة إلى أن المساعدات الدولية قد تتحول إلى “وقود للحركة” إذا لم يتم ضبطها بضمانات دولية تضمن استفادة المدنيين فقط دون الأجنحة المسلحة.

إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي

وحذرت “يديعوت” من أن أي انسحاب عسكري متسرع قد يرسّخ وقائع ميدانية لصالح “حماس”. لذلك يجب أن يكون إعادة الانتشار قائمًا على معايير واضحة، مثل:

  • عدد الأنفاق التي جرى تدميرها.

  • المساحات التي تم تطهيرها.

  • نسب التفتيش المحققة.

الداخل الإسرائيلي بين الأمن والشرعية

التقرير شدد على أن المجتمع الإسرائيلي ينتظر من الاتفاق تحقيق أمن ملموس، وعودة الرهائن، وضمان حرية العمل العسكري في حال وقوع أي خرق. وحذر من أن غياب الرد على الانتهاكات سيؤدي إلى تآكل ثقة الشارع وفقدان الحكومة لشرعيتها.

اقرأ أيضًا: احتفالات في غزة وإسرائيل بعد أنباء الاتفاق على وقف إطلاق النار

الخلاصة: الصفقة بين التهدئة والانفجار

خلصت الصحيفة إلى أن الصفقة الجيدة لإسرائيل يجب أن ترتكز على: تحقق صارم، تنفيذ تلقائي، إعمار مشروط، بدائل مدنية في غزة، وترابط إقليمي عبر الجبهات.

فبدون هذه الضمانات، ستتحول الهدنة إلى ممهد لحرب قادمة، أما بتطبيقها بدقة، فيمكن لإسرائيل – بحسب الصحيفة – أن تُعيد صياغة المعادلة، وتدفع الصراع بعيدًا بدلًا من مجرد تأجيله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى