أبرز تصريحات الرئيس السيسي حول دعوة ترامب لحضور توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

في خطوة تعكس التزام مصر الراسخ بدورها الإقليمي في تعزيز السلام، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في حفل تخريج الدفعة الـ144 لأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، عن دعوة رسمية موجهة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة مصر وحضور مراسم توقيع اتفاق ينهي الحرب المستعرة في قطاع غزة، في حال الوصول إلى اتفاق نهائي.
جاءت هذه الدعوة كجزء من رسالة مباشرة إلى ترامب، حيث أكد السيسي تقديره للجهود الأمريكية الحالية، مشددًا على أن “الاستمرار في الدعم والإرادة القوية لإنهاء النزاع سيكون له أثر إيجابي كبير”.
خلفية الدعوة وسياق المفاوضات
تأتي هذه الدعوة في ظل تصاعد الجهود الدبلوماسية المكثفة لإنهاء النزاع الذي يدخل عامه الثاني، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف وأدى إلى معاناة إنسانية هائلة في غزة.
أوضح السيسي أن مصر تبذل جهودًا مستمرة منذ بداية الأزمة لوقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، واحتواء تداعياتها الإقليمية.
وأشار إلى أن المدينة المصرية شرم الشيخ تستضيف حاليًا جولة من المفاوضات المتقدمة بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، بدعم من وفود مصرية وأمريكية وقطرية وتركية، إلى جانب مبعوثين إسرائيليين.
وفقًا لتصريحات السيسي، فإن هذه المفاوضات تسير في مسار إيجابي، حيث وصلت إليه أنباء مشجعة تشير إلى إرادة حقيقية للوصول إلى حل.
وأبرز دور الولايات المتحدة في هذا السياق، مشيرًا إلى أن الرئيس ترامب أرسل مبعوثيه بتكليف واضح وقوي لدفع العملية نحو الإنجاز، مما يعكس التزامًا أمريكيًا بإنهاء الحرب التي وصفها السيسي بـ”القاسية والمؤلمة”، خاصة على سكان غزة الذين يعانون منذ عامين كاملين.
وأكد أن الاتفاق المحتمل سيغطي وقف إطلاق النار الكامل، إطلاق سراح الرهائن، وآليات أمنية تضمن الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار دون تهجير للفلسطينيين.
الرسالة المباشرة إلى ترامب: “استمر في دعمك.. وكن معنا في مصر”
في لحظة بارزة من كلمته، وجه السيسي رسالة شخصية إلى نظيره الأمريكي، قائلًا: “فخامة الرئيس، استمر في دعمك وإرادتك لإنهاء الحرب، وأقدر كل ما تبذله. سيكون من الرائع جدًا في حال التوصل إلى اتفاق، أدعوك إلى حضور توقيعه في مصر”.
هذه الدعوة ليست مجرد إيماءة دبلوماسية، بل تعبر عن رغبة مصر في جعل القاهرة أو شرم الشيخ مركزًا للاحتفال بالسلام، مما يعزز من دورها كوسيط رئيسي في المنطقة.
وأضاف السيسي أنه يثمن الجهود الأمريكية، معتبرًا أن مشاركة ترامب شخصيًا ستكون رمزًا للالتزام الدولي بالحل السلمي، وستساهم في تعزيز الثقة بين الأطراف.
تأكيد على صمود مصر وقدرتها على مواجهة التحديات
لم يقتصر حديث السيسي على الشأن الخارجي، بل امتد إلى الداخل المصري، حيث أكد أن مصر قادرة على التصدي لأي تحديات، سواء كانت أمنية أو اقتصادية، بفضل صلابة شعبها.
وقال: “أي خطر نتصدى له، ولا أحد يستطيع أن يفعل شيئًا أمام مصر على الإطلاق. نحن قادرون على عبور الأزمات بشعبنا العظيم، ونسير على ما يرام، وكل يوم أفضل من الذي قبله”.
وطمأن الرئيس المواطنين بتحسن الموقف الاقتصادي تدريجيًا، مشددًا على أن “بصلابتكم، نعبر كل الأمور”، في إشارة إلى الإصلاحات الاقتصادية والاستقرار الأمني الذي حققته الدولة رغم الضغوط الخارجية الناتجة عن النزاعات المجاورة.
ردود الفعل والتوقعات
أثارت تصريحات السيسي تفاعلًا واسعًا على الساحة الإعلامية والاجتماعية، حيث اعتبرها الكثيرون خطوة جريئة تعكس ثقة مصر في قدرتها على قيادة عملية السلام.
ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات في شرم الشيخ خلال الأيام المقبلة، مع ترقب لرد ترامب على الدعوة، الذي سبق أن أعرب عن تفاؤله بإنهاء النزاع قريبًا.
في الوقت نفسه، يؤكد السيسي التزام مصر بدعم القضية الفلسطينية، مع التركيز على حلول تضمن الأمن للجميع وتعيد بناء غزة دون إجبار أحد على الرحيل.
هذا الحدث يأتي في سياق جهود دولية متسارعة، بما في ذلك مبادرات أمريكية سابقة لتعزيز السلام، ويبرز مصر كلاعب أساسي في رسم ملامح الشرق الأوسط المستقبلية، حيث يُنظر إلى نجاح هذه المفاوضات كمفتاح لاستقرار إقليمي أوسع.