أخبار عربية

خليل الحية يقود وفد حماس في مفاوضات تاريخية لإنهاء الحرب في غزة

وصل وفد من حركة حماس إلى مدينة شرم الشيخ الساحلية المصرية، حاملاً معه آمال الشعب الفلسطيني في إنهاء معاناة دامت قرابة عامين من الصراع المرير في قطاع غزة.

يأتي هذا الوفد برئاسة خليل الحية، رئيس الوفد المفاوض للحركة، في سياق جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، بوساطة مصرية وقطرية، وبدعم أمريكي مكثف يعكس خطة الرئيس دونالد ترامب لإحلال السلام في المنطقة.

الزيارة تأتي في الذكرى الثانية لأحداث 7 أكتوبر 2023، التي أشعلت فتيل الحرب، وتأتي وسط استمرار العمليات العسكرية التي أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، وفق إحصاءات وزارة الصحة في القطاع.

في لقاء حصري أجراه الصحفي سمير عمر مع الحية على قناة “القاهرة الإخبارية”، أكد الحية أن الوفد جاء إلى شرم الشيخ ليحمل هموم الشعب الفلسطيني وآلامه، مستذكراً الشهداء والدمار الذي خلفته العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ نوفمبر 2023.

وصف الحية الرحلة بأنها “مشوار جاد ومسؤول”، مشدداً على أن حماس تسعى لتحقيق أقصى الطموحات الفلسطينية، بما في ذلك إقامة دولة مستقلة وقرار مصيري، مع الاعتماد على دعم الدول العربية والإسلامية، والجهود الأمريكية الرئاسية برئاسة ترامب.

وقال الحية: نحن نثق في الجهود الرائعة التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة لمساعدتنا في الوصول إلى أهدافنا المشروعة”.

 أهداف المفاوضات: وقف النار وتبادل الأسرى كخطوات أولى

تركز المحادثات، التي انطلقت الاثنين الماضي وتستمر اليوم الثلاثاء، على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب، التي تشمل عدة محاور رئيسية. أولها، تحديد آليات تبادل الأسرى والمحتجزين، حيث يطالب الجانب الفلسطيني بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين، أحياء وأموات، مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

ثانياً، مناقشة ترتيبات وقف إطلاق النار الدائم، مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع، الذي تسيطر إسرائيل حالياً على نحو 75% من أراضيه.

ثالثاً، ضمان تدفق المساعدات الإنسانية غير المقيدة، خاصة إلى شمال غزة، لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة رغم الإعلانات السابقة عن تسهيلات.

أفاد مصدر قيادي في حماس للجزيرة أن الحركة قبلت الانضمام إلى هذه الجولة بعد ضغوط دولية، لكنها ترفض أي “إملاءات” وتسعى لضمانات حقيقية.

كما أشاد الحية بدور الوسطاء المصريين والقطريين في عقد اجتماعات مكوكية، مشكراً مصر على استمرارها في دعم الشعب الفلسطيني رغم التحديات، بما في ذلك إدخال معدات ثقيلة لبناء مخيمات مؤقتة للنازحين في غزة.

وأضاف: “نحن نقدر الجهود المبذولة لإنهاء القتل والقصف، ونأمل في مساهمة إيجابية من الجميع، بما في ذلك الإدارة الأمريكية والدول الراعية، لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار”.

 مخاوف من عدم الالتزام: تاريخ من الوعود المكسورة

لم يخفِ الحية قلقه من تكرار سيناريوهات سابقة، حيث اعتمد الجانب الإسرائيلي في هذه الحرب على “نكث” الاتفاقيات المبرمة في نوفمبر وديسمبر 2023، ولم يلتزم بالتزامات يناير 2025، مما أدى إلى عودة التصعيد.

ووصف الحية الاحتلال بأنه “لم يلتزم تاريخياً بوعوده”، مشيراً إلى أن حماس حاولت مرتين خلال الصراع الحالي الالتزام بالاتفاقات، لكنها واجهت الانتهاكات. لذلك، شدد على ضرورة ضمانات دولية ملموسة من المجتمع الدولي، والإدارة الأمريكية، والدول الراعية للمفاوضات، لضمان تنفيذ أي اتفاق.

في هذا السياق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاؤله، قائلاً إن حماس “وافقت على أمور مهمة جداً”، وأن هناك “احتمالاً للسلام في الشرق الأوسط لأول مرة منذ آلاف السنين”.

كما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي استمرار المفاوضات وسط “تقدم كبير”، مع التركيز على آلية الانسحاب الإسرائيلي.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قرب نهاية الحرب، لكنه شدد على بقاء القوات في معظم المناطق، مما يثير شكوكاً حول جدية الانسحاب.

 أجواء إيجابية مع تحديات مستمرة

رغم الأجواء الإيجابية التي أشارت إليها المصادر، إلا أن الجلسات اليومية تتسم بطابع فني حساس، مع مناقشة القضايا الخلافية المتبقية مثل شكل الحكم في غزة بعد الحرب، ورفع الحصار التدريجي.

وفي خطوة مصرية إضافية، أعلنت القاهرة عن عقد مؤتمر فلسطيني-فلسطيني شامل بعد انتهاء هذه الجولة، بتمويل كامل، لمناقشة الوحدة الوطنية ومستقبل القطاع.

وأكد الحية جاهزية حماس للانخراط بكل إيجابية، للوصول إلى إنهاء الحرب، وانسحاب الاحتلال الكامل، وتحقيق السلام الدائم الذي يضمن الأمان والاستقرار للشعب الفلسطيني، ويحقق أهدافه المشروعة كما باقي شعوب المنطقة.

تستمر اللقاءات خلف أبواب مغلقة في منتجع شرم الشيخ، الذي أصبح تاريخياً رمزاً لمفاوضات السلام، وسط أمل في أن تكون هذه الجولة نقطة تحول حقيقية، بعيداً عن “شراء الوقت” أو التأجيلات السياسية.

ومع استمرار القصف في بعض المناطق، يظل التركيز على الضغط لتنفيذ الاتفاق فوراً، لإنقاذ ما تبقى من حياة في غزة.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى